ألطف من أن يعبر عنها بلسان وأشرف من أن يشار إليها ببيان ويستحيل أن يكون محبة العبد لله بالكيفية والإحاطة بالآنية لأن الله تعالى منزه عن هذه الأوصاف الدنية.
مسألة
[ لمن تكون الشفاعة ]
فإن قيل فالشفاعة حق ولمن تكن قلنا نعم حق هي ولمن قال الله تعالى
{ ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } (1) وقال : { لا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له } (2) وقال : { يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا لمن أذن له الرحمن
ورضي له قولا } (3) وقد أكذب الله تعالى من قال أن الشفاعة لمرتكب
الكبائر بقوله : { ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع } (4).
مسألة
[ بقاء الجنة ]
فإن قيل فما الحجة على من قال أن الجنة والنار يفنيان في الآخرة مع نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار قلنا الدليل على بقائهما قوله تعالى { أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون } (5) فهذا القائل قد نقض كتاب الله فمن
لم يؤمن بالجنة والنار وأنهما باقيتان كبقاء الآخرة وأن أهلها لا يخرجون
منها فقد كفر.
مسألة
[مخالفة الإيمان للكفر]
فإن قيل فما الحجة على من قال أن الله أراد الإيمان ولم يرد الكفر قلنا
لهم فأراد أن يكون الإيمان خلاف الكفر فإن قالوا نعم قيل لهم فأراد أن
يكون الكفر خلاف الإيمان فإن قالوا لا قيل لهم فأراد الإيمان خلاف
الكفر خلاف الإيمان فأراد أن يخالف شيئا لا يريد أن يخالفه ذلك الشيء فإن قالوا نعم كابروا.
مسألة
[ استطاعة الإنسان ]
فإن قيل لم قلتم أن الإنسان يستطيع باستطاعة هي غيره قلنا لأنه يكون مستطيعا ساعة وعاجزا ساعة والجوارح كما هي يكون ساعة عالما وساعة
جاهلا وأمثال ذلك فوجب أن يكون مستطيعا كما وجب أن يكون
متحركا بمعنى هو غيره.
مسألة
[ تعبد الله الناس بالأمر والنهي ]
__________
(1) 1- سورة الأنبياء آية 28 .
(2) 2- سورة سبأ آية 23 .
(3) 3- سورة طه آية 109 .
(4) 4- سورة غافر آية 18 .
(5) 1- سورة الأعراف آية 42 .
পৃষ্ঠা ২৬