يأمن مكر الله وقد قال الله تعالى { يدعوننا رغبا ورهبا } (1) وذكر الملايكة فقال وهم مع عظم خشية ربهم مشفقون(2) وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - مع عظم منزلته عند الله مشفقا من خشية الله باكيا حزينا.
مسألة
[ الجنة التي دخلها آدم عليه السلام ]
فإن قيل ما الحجة على من زعم إن قبل يوم القيامة بعثا يقتل بعده من قد
مات في الدنيا ويموت من قد قتل وأن دولتهم وظهور أمرهم وبيان تصديق قولهم بعد ذلك البعث قلنا إن قايل هذا كاذب مخالف لكتاب الله وإجماع المسلمين على خلاف قول الله تعالى { الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة } (3) وقال تعالى { لئن متم أو قتلتم } (4) الآية، فإن قيل فما الحجة
على من قال أن الجنة التي دخلها آدم عليه السلام كانت بستانا من البساتين وأنه ليست الجنة المعدودة للمتقين قلنا قول الله تعالى { قلنا يا آدم اسكن
أنت وزجك الجنة } (5) فلما عرفها علمنا أنها لا تكون إلا الجنة المعدودة للمتقين لا غيرهم إلا تري أن من أوصى للمسجد ولم يعرف لأي مسجد كانت الوصية للمسجد الجامع المعروف ودليل آخر قوله تعالى { قلنا
اهبطوا منها جميعا } (6) يعني من الجنة السماوية إلى الأرض السفلاوية .
مسألة
[ صفة حب العباد لله عز وجل ]
فإن قيل فما صفة حب العباد لله تعالى قلنا إنما هو حب الطاعة ليس
بشخص فيقع عليه الوهم لكي يحب ما يقع عليه وهمه.
مسألة
[ صفة محبة الله للعبد ]
فإن قيل فما صفة حب الله للعباد قلنا أن ما هو يوفقهم لطاعته ويبغضهم لمعصيته وقال بعض قومنا محبة العبد لله حالة يحدثها العبد في قلبه وهي
__________
(1) 3- سورة الأنبياء آية 90 .
(2) 4- والصحيح: { إن المؤمنين هم من خشية ربهم مشفقون } [المؤمنون 57].
(3) 1- سورة النساء آية 87 .
(4) 2- سورة آل عمران آية 158 .
(5) 3- سورة البقرة آية 35 .
(6) 4- سورة البقرة آية 38 .
পৃষ্ঠা ২৫