إن لا إله إلا الله هو الواحد الأزلي يكن معه موات
قديم فمن ذلك الموات أبدأ الأشياء على ما هي عليه وأوجدها بعد العدم، قلنا هذا باطل من جهة أن لا إله إنما واجب أن يكون مما في الأزلية والقدم فلو
كان معه غيره في الأزلية والقدم لوجب أن يماثله في أخص أوصاف
الأولوهية ومن له شريك فليس بإله القديم.
مسألة
[ إحداث الأجسام ]
فإن قيل هل يجوز أن تكون الأجسام يحدثها محدث أحدثه الله تعالى
وذلك المحدث جسم قلنا له لا والدليل على إبطال ذلك أن الجسم لا يكون قادرا إلا بقدرة هي غيره فلو جاز ذلك لجاز لنا أن نفعل بقدرتنا بعض ذلك.
مسألة
[قدرة الأجسام]
فإن قيل لم قلتم أن الجسم لا يكون قادرا إلا بقدرة هي غيره قلنا له ليس فيما بيننا جسم قادر إلا بقدرة هي غيره، ولو كان الجسم قادرا بنفسه
لكانت الجمادات كذلك وذلك مستحيل.
مسألة
[ الحجة على من أنكر حدث العالم ]
فإن قيل فما الحجة على من أنكر حدث العالم من الملحدة وعبدة الأصنام وقالوا بقدمه فقالت الدهرية إن الدنيا لم تزل كما توافر مرور الليالي والأيام وتموت وتحيى وما يهلكنا إلا الدهر قلنا يبطل قولهم هذا قول الله تعالى
{ وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون } (1).
مسألة
[ غنى الله سبحانه وتعالى ]
فإن قيل إذا قلتم أن الله تعالى غني لا مغن له وكذلك جميع صفاته فلم
لا أثبتم مفعولا لا فاعل له قلنا لا يجب ما قلتم وذلك أن الغنى الذي قلنا لا مغن له والعزيز الذي لا معز له ليس بمعزوز فيقتضي ذلك معزا وكذا جميع الصفات وعزيز على وزن فعيل لا يقتضي ومفعول يقتضي فاعلا فالعالم
العزيز الذي بيناه لا معلم له ولا مقدر له لم يزل قديما.
مسألة
[ الأجسام لا تحدث بعضها بعضا ]
فإن قيل ما تنكروا أن تكون الأجسام للتي دللتم أنها محدثة أحدث
بعضها بعضا قلنا هذا فاسد من قبل أن كل متماثلين لا يكون أحدهما
__________
(1) 1- سورة الجاثية 24 .
পৃষ্ঠা ১৫