موصوفا بالقدرة على صاحبه أولى من أن يكون الآخر موصوفا بالقدرة عليه
إذ المثلة بينهما حاصلة والمكافأة واقعة ولو جاز أن يحدث بعضهما بعضا
لقلتم مراد أحد المحدثين في الآخر وقد جاء عن ربنا أنه هو الخالق تعالى.
مسألة
[ مازعمت المانوية ]
زعمت المانوية لعله المانوية(1) أن الأشياء من أصلين قديمين أحدهما نور والآخر ظلمة والنور خير يفعله الخير والظلمة شر تفعل الشر، وإنما لم يزالا حيين حاسبين داركين سميعين بصيرين وهما مع ذلك مختلفان في النفس
والصور متضادين في الفعل والتدبير ثم امتزجا فقال أبو الهذيل(2) لبعضهم
أخبرنا عن النور أليس قد كان مباينا للظلمة قال نعم قال فما مجيه إليها بعد المباينة إحياء إلى أنس ومستراحة أم إلى ضده فإن قال جاء إلى ضده طوعا
فهو شرير أحمق وإن قال جاء قسرا فهو ضعيف عاجز فرجع المانوني خائبا فهداه الله وأسلم.
مسألة
[ ماحق الله على عباده ]
فما حق الله على عبادة قلنا حقه أن يوفوه ويوحدوه ويعبدوه ولا
يشركوا به شيئا فإن قيل أراد الله هذا الحق منهم طوعا قلنا نعم أراده ممن
__________
(1) 1- المانوية: أصحاب ماني بن فانك الحكيم الذي ظهر في زمان شابور بن ازدشير
وقتله بهرام بن هرمز بن شابور وذلك بعد عيسى عليه السلام أخذ دينا
بين المجوسية والنصرانية، وكان يقول بنبوة المسيح عليه السلام ولا يقول بنبوة عليه
السلام مذهب الحكيم ماني : زعم أن العالم مصنوع من مركب من أصلين
قديمين أحدهما نور والآخر ظلمة وإنهما أزليان لا يزالا ولن يزالا، وأنكروا
وجود شيء لا من أصل قديم وزعم أنهما لم يزالا قوتين حساسين سمعين
بصيرين وهما مع ذلك في النفس والصورة والفعل والتدبير ومتضادان وفي
الخير متحاذيان تحاذي الشخص والظل. لهم معتقدات معينة في النور والفعل
والخير والصفات... أنظر الملل والنحل للشهرستاني على هامش الفصل في الملل
والأهواء والنحل لابن حزم 2/ 81 - 86 .
(2) 1- أبو الهذيل: لم أعثر له على ترجمة .
পৃষ্ঠা ১৬