فإن قيل إن الجنة والنار خلقتا أم سيخلقا ؟ فقد اختلف المسلمون في ذلك على قولين، وحجة من قال أنهما خلقتا قول الله تعالى { قلنا اهبطوا منها
جميعا } (1) والهبوط لا يكون إلا من شيء قد خلق وحل فيه، وقال في
الجنة والنار { أعدت للمتقين } (2) و { أعدت للكافرين } (3) والمعد المهيأ،
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «اطلعت على الجنة فرأيت أقل أهلها الأغنياء والنساء
واطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء»(4).
مسألة
[ بقاء أهل الجنة ]
فإن قيل فما الفرق بين بقاء أهل الجنة وبقاء الباري تعالى قلنا إن الله باقي بنفسه لا ببقاء أبقاه وأهل الجنة والنار إنما بقوا ببقاء مبق أبقاهم وهو الله تعالى.
مسألة
[ علم الله ]
فإن قيل هل يعلم الله تعالى ثواب أهل الجنة ونعيمهم وعذاب أهل النار ، قلنا نعم إن الله يعلم ما يكون قبل أن يكون كيف يكون والله تعالى عالم وأنه
لا نهاية لذلك.
مسألة
[ الدليل على إعادة الخلق ]
فإن قيل ما الدليل على إعادة الخلق ؟ قال الشيخ أبو الحسن إن الله
تعالى خلق الخلق على غير مثال يسبق فلم يعي أن يعيده خلقا آخر وقد قال
الله تعالى { وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم
قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم } (5)، وغير ذلك
كثير من القرآن.
مسألة
[ بعث الخلق ]
__________
(1) 1- سورة البقرة آية 38 .
(2) 2- سورة آل عمران آية 133 .
(3) 3- سورة آل عمران آية 131 .
(4) 4- الحديث عن ابن عباس، وعمران بن الحصين - رضي الله عنهما - عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - - قال : اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت النار، فرأيت
أكثر أهلها من النساء) متفق عليه. رواه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب ما
جاء في صفة الجنة. ومسلم - الذكر حديث 94، وأحمد 1/234 .
(5) 1- سورة يس آيات: 78 ، 79 .
পৃষ্ঠা ১২