106

ظاهر القرآن والخبر المأثور عن النبي صلى الله عليه واله اما القرآن فإن الله تعالى قال حكاية عن ابراهيم عليه السلام * (رب هب لي من الصالحين) * الصافات فاخبر عن سؤاله في الولد قال الله تعالى * (فبشرناه بغلام حليم) * الصافات ثم اخبر عن حال هذا الغلام فقال فلما بلغ معه السعي * (قال يا بني انى ارى في المنام اني اذبحك) * الصافات فوصف قصة الذبح المختصة بهذا الغلام الى قوله * (انا كذلك نجزى المحسنين) * الصافات ثم قال بعد ذلك * (وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين) * الصافات فاعلمنا ان اسحاق إنما اتاه بعد الولد الاول الذي اجيبت فيه دعوته وراى في المنام انه يذبحه وهذا يدل على انه غير اسحاق وليس غيره ممن ينسب هذا إليه إلا اسماعيل عليه السلام وأما الخبر المأثور فقول رسول الله صلى الله عليه واله انا ابن الذبيحين يعنى اسماعيل وعبد الله بن عبد المطلب ولو كان الذبيح اسحاق لما صح هذا الخبر على ظاهره لانه ليس هو ابنه وهو ابن اسماعيل عليه السلام (فصل) جاء في الحديث ان الله تعالى بعث الى عبد المطلب في منامه ملكا فقال له يا عبد المطلب احفر زمزم قال وما زمزم قال تراث ابيك آدم عليه السلام وجدك الاقدم عند الفرث والدم عند الغراب الاعصم وان عبد المطلب راى ذلك في منامه ثلاث ليال متواليات واصبح اليوم الرابع فقعد عند البيت الحرام فبينا هو قاعد إذا بقرة قد افلتت من بعض الجزارين في اعلا الابطح من وثاقها حتى جاءت الى موضع زمزم فوقفت هناك فجزرت مكانها وسقط غراب اعصم على الفرث والدم والاعصم هو الذي احدى رجليه بيضاء فقال عبد المطلب هذا تأويل رؤياي فحفرها في موضعها فصعب عليه الحفر فقال اللهم ان لك على نذرا ان اتقرب ببعض ولدي ان انبطت الماء فلما نبع الماء عزم على ان يقرب بعض ولده فجاء بنو مخزوم وسائر قريش فقالوا له اقرع بين ولدك فخرجت القرعة على عبد الله فقال بنو مخزوم له افد ولدك بمالك فاقرع بينه وبين عشرة من الابل فخرجت القرعة على عبد الله فجعلها عشرين وقرع بينه وبينها فخرجت القرعة على عبد الله فما زال كذلك حتى صارت الابل مائة وفي حديث آخر انها بلغت الفا وهي دية الملوك فعند ذلك وقعت القرعة على الابل فقربها فجعلها هديا اخبرني شيخي أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله رضي الله عنه قال اخبرني أبو محمد بن هارون بن موسى قال اخبرني محمد بن همام عن أبي محمد الحسن بن جمهور قال حدثني أبي قال حدثني الحسن بن محبوب عن علي بن رباب عن مالك بن عطية قال لما حفر عبد المطلب بن هاشم زمزم وانبط منها الماء اخرج منها غزالين من ذهب وسيوفا وادراعا فجعل الغزالين زينة للكعبة واخذ السيوف والدروع وقال هذه وديعة كان اودعها مضاض الجرهمي بن الحرث بن عمرو بن مضاض

--- [ 107 ]

পৃষ্ঠা ১০৬