وقد ذكرنا فيما تقدم دخولنا بلاد وصاب، ومن اجتمع من سواد بلاد شافعية وصاب وعتمة حتى صاروا ألوفا، ثم اختلفوا علينا وفيما بينهم وقد أشرفنا على تهامة، وانهزم من في حيس، وكان فيه آغا يسمى مسلي، وتواترت كتب السيد التقي إلينا أن لا نعجل على قصد زبيد حتى يقرب منا ولا علم له أنا في بلاد ورجال غير من عنده، ولا معنا غيرهم من الزيدية ولا يصل إلينا مدد من الإمام -عليه السلام-.
ذكر الوقعة الكبيرة في التريبة
فتقدم السيدان رحمهما الله تعالى حتى صارا إلى التريبة(1)، وخرج عليهم الأمير خضر مرارا وهزموه، وقد اجتمع إليه خيل ورجل، ثم إن بعض مشائخ التريبة أعمل في هزيمتهم والغدر بهم، فخرج العجم على العادة لحربهم ثم انهزموا لهم حتى طمعوا فيهم، ووصل الأول منهم دائر المدينة(2). ثم عاد عليهم الأمير خضر ومن معه بحملة شديدة وأحرق شيخ التريبة المحطة من خلفهم، فانهزموا وقتل كثير من المجاهدين والكسيرة(3) فيهم لا يلوي أحد على أحد، فانتهبت المحطة وقتل من المسلمين قريب من مأتين، ومن ضعفاء تهامة ومن يلم بالمحطة كثيرا، واجتمع إلى السيد هاشم رحمه الله المجاهدون فدافع عنهم وقاتل قتالا شديدا قل مثله في ذلك الأوان، حتى اتصلوا بالجبال وقد تقطع أكثرهم، فاستقروا في موضع من تهامة وحدود وصاب(4) يسمى الربوع(5) من بلاد الركب الأسفل(6)، وكان قد خرجنا من وصاب وغلبنا علية أهله لشرارتهم بعد أن حاصرونا كما تقدم.
পৃষ্ঠা ২৮৩