وأما الشيعة والمراد بهم الإمامية فانحرافهم عن أهل البيت غير الإثنى عشر ظاهر لا ينكر وكيف يستحلون المتعة.
وقد روى النسخ والتحريم واشتراط الولي سادات أولاد الحسنين - عليهم السلام - وغيرهم كما قدمنا ذكرهم بدون مبالاة ولم يجعلوا رواياتهم تفيد الشبهة فيتوقفون ويحتاطون لدينهم؛ فالمؤمنون وقافون عند الشبهات ولم يذكروا غير الاثنى عشر في كتبهم في إصدار ولا إيراد، ولم يلتفتوا إلى رواياتهم ولا تواريخهم إلا نزرا بأن يذكروهم ثوارا.
وأما اعتمادهم على الباقر والصادق والرضى والكاظم - عليهم السلام - فهو ذهاب إلى سراب بقيعة؛ لأنهم لا يروون عنهم إلا بوسائط من أسلافهم ليس فيهم أحد من أولاد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.
وإنما اعتمادهم في الحقيقة على هشام بن الحكم وهشام بن سالم، وصاحب الطاق ثم على الطبرسي والطوسي والكليني والمفيد؛ فهؤلاء في الحقيقة عندهم سفينة نوح يدورون معهم أينما داروا وأولاد الحسنين عنها في معزل.
والعجب من أهل الفطنة منهم والذكاء كالسيد محسن الأمين، والسيد عبد الحسين شرف الدين، ومؤلف الغدير لما رأوا حديث السفينة وحديث الثقلين ونحوها أنها تهدم ما شيدوا، وتنقض ما أبرموا من قواعدهم المنهارة حرفوها وقالوا إن المراد بها الاثنا عشر بدون حجة ولا برهان.
وعندهم أن من لم يقل بإمامة أحد التسعة من أئمتهم أو لم يقل بعصمته وحجيته أو خالفه في فروع الدين أو أصوله فهو كافر وأهل البيت لا يقولون بذلك فهم كفار عندهم وقد ابتلي بهم الإمام جعفر الصادق فهم يروون أكثر ترهاتهم وخزعبلاتهم عنه - عليه السلام - ككون أئمتهم لو شاءوا أن يعلموا ما في البلدان وأن لهم النسخ والتغيير وأنهم محدثون.
وانظر ما في كتاب الكليني في بحث الأصول تجد العجب العجاب وتجد تحاملهم على بقية أولاد الحسنين فيه وفي كتاب الاحتجاج للطبرسي وفي غيرها، وهذا غرس العباسية.
পৃষ্ঠা ৭৬