ولأن الصدقة لما حرمت على بني هاشم، قال العلماء: إنها تحرم على آل عقيل وآل علي وآل جعفر وآل العباس، ولا شك أن المراد بآل علي ذريته وكذا عقيل وجعفر والعباس كل العلماء مطبقون على هذا فصح أن الآل لغة وعرفا وشرعا هم الذرية.
قال المولى العلامة مجدالدين بن محمد المؤيدي - أيده الله تعالى- في لوامع الأنوار: وإجماع الأمة على كونهم أعني ذرية الخمسة آل الرسول وأهل البيت والعترة لا اختلاف في ذلك وإنما الخلاف في إدخال غيرهم معهم انتهى.
ولا يدخل أولاد علي من غير فاطمة؛ لأنهم ليسوا من ذرية رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وإنما دخل علي - عليه السلام - في أهل البيت بالنص ولا يرد استعمال الآل في الذرية وغيرهم فهو مجاز لا يصح إلا مع قرينة تبينه، ولو أراد دخول أولاد علي من غير فاطمة ما احتاج إلى دخول الحسنين في الكساء، ولكفى دخول علي وفاطمة عليهم السلام.
إذا عرفت هذا؛ فدخول زين العابدين والباقر والصادق - عليهم السلام - وبقية أئمة الإمامية كدخول أولاد الحسن وسائر أولاد الحسين سواء سواء - صلوات الله عليهم -؛ فإن دخلوا دخلوا وإن خرجوا خرجوا.
وأما معنى الحديث فإنه يدل على أنهم على الحق، وأن من خالفهم على ضلال لوجوه:
الأول: أنه أفاد أن المتمسك بهم لن يضل فيلزم أن يحكم على النقيض بنقيض الحكم.
الثاني: أنه أفاد أنهم مع الحق، والله يقول: ?فماذا بعد الحق إلا الضلال?[يونس:32].
الثالث: أنه أفاد أنهم مع القرآن لا يفارقونه، وهو لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ولا شك في ضلال من خالف القرآن.
পৃষ্ঠা ১৪