وكقوله (¬1) : { ?وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانظروا إنا منتظرون } (¬2) فهذه الآيات لم ترد إلا على مقدمات قبلهن وقرائن بعدهن تدل على التهدد والزجر. وأما الذي يدل على الإطلاق بعد الحظر فمثل قوله جل ثناؤه: ?فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون } (¬3) .
وكقوله: { وإذا حللتم فاصطادوا } (¬4) وقد أجمعوا جميعا أن الاصطياد والانتشار غير واجبين. (¬5) وأما الذي يدل على التكوين دون امتثال الأمر فمثل قوله جل ذكره (¬6) ? { كونوا قردة خاسئين } (¬7) قد (¬8) تقدمت المعرفة إنهم غير قادرين على تكوين أنفسهم قردة؛ فدلت المقدمة على التكوين دون امتثال الأمر، والله خاطبنا بما تعقل العرب في خطابها والعرب تقول: إفعل ولا (¬9) تفعل أمرا ونهيا (¬10) فإذا أمر من تجب طاعته والانقياد لأمره كان على المأمور إتيان ما أمر وبالله التوفيق.
باب في الربا
¬__________
(¬1) في (ج) وكقوله تعالى.
(¬2) هود: 121 122.
(¬3) الجمعة: 10.
(¬4) المائدة: 2.
(¬5) في (أ) "عين" وفي (ج) "غير" وهي الصواب.
(¬6) في (ج) جل ذكره جل وعز.
(¬7) البقرة: 65.
(¬8) في (ج) فقد.
(¬9) في (ج) أو لا.
(¬10) في (ج) أو.
পৃষ্ঠা ৫৯