أن يقول الآمر "إفعل"، مثل قوله تعالى: { أقيموا الصلواة وآتوا الزكوة واركعوا مع الركعين } (¬1) وقوله: ? { يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم } (¬2) ومثل قوله: { يا أيها الذين آمنوا واتقوا الله وكونوا مع الصادقين } ، (¬3) وصورة النهي أن يقول الآمر: لا تفعل، مثل قوله جل ذكره: { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلى قوله: ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما } (¬4) ومثل قوله: { ?يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } ، (¬5) فإذا ورد الخطاب معرى من القرائن المقيدات (¬6) والمقدمات فهو أمر ونهي، واللفظة قد ترد مقرونة بقرينة أو بصلة أو بمقدمة فتدل على التخيير أو الندب مثل قوله تعالى: { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير } (¬7) وكقوله: ? { فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر } (¬8) وقد أجمع الجميع أن الأكل منها غير واجب وأنا فيه مخيرون، فالآية لم ترد إلا مقرونة بالتوقيف وإن ما (¬9) يدل على قدرة الآمر وعجز المأمور فمثل قوله عز وجل: ? { قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم } (¬10) ومعلوم أن الله تعالى لم يرد منهم أن يجعلوا أنفسهم حجارة أو حديدا، إذ ليس في طاقتهم وقدرتهم؛ وإنما أراد أن يبين عجزهم. وأما الذي يدل على التهدد والزجر فمثل قوله تعالى: { ?أفمن يلقى في النار خير أم يأتي آمنا يوم القيامة، اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير } (¬11) وكقوله جل وعز: ? { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } (¬12)
¬__________
(¬1) البقرة: 13.
(¬2) سورة الحج: 1.
(¬3) التوبة: 119.
(¬4) النساء: 29.
(¬5) الحجرات: 1.
(¬6) في (ب) المفيدة.
(¬7) الحج: 28.
(¬8) الحج: 36.
(¬9) في (ب) و (ج): وأما الذي.
(¬10) الإسراء: 51.
(¬11) فصلت: 40.
(¬12) التوبة: 105..
পৃষ্ঠা ৫৮