? واختلف الناس في تأويل أوائل السور: ألم، وألمص، والمر، وحم، وحم عسق، ونحو هذا، فقال قوم: هي أسماء للسور (¬1) وافتتاح لها. وقال قوم: أسماء للسور وابتداء لمن يقرأها، وقال قوم: ليس كذلك؛ لأن القرآن ليس فيه شيء لا معنى له، وهذه أسماء (¬2) المعاني. وقال بعضهم: إنها حروف إذا وصلت كانت هجاء لشيء يعرف معناه. وروي عن عكرمة إنه قال: " آلم" قسم، وعندي والله أعلم وعلى نحو ما سمعت أن لهذه (¬3) الحروف معاني تبتدأ بها السور ويعلم بها انقضاء ما قبلها، وأن القارئ قد أخذ في أخرى، وهذا معروف في كلام العرب، وأن الرجل منهم ينشد فيقول: بل وبله، ويقول: بل ما هاج أحزانا وشجوا قد شجا، وقوله، بل ليس من الشعر، ولكن أراد أن يعلم قد قطع (¬4) كلامه، وأخذ في غيره وأنه مبتدئ للذي أخذ فيه، وقال قوم: كانت العرب تعرض عند قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم استثقالا له ولا تسمع، فجعلت هذه الحروف عند أوائل السور ليكون (¬5) سببا لاستماعهم لما بعدها. فإنهم كانوا إذا استمعوها استغربوها، وتعلقت أنفسهم بها، وكان ذلك سببا لاستماعهم. وإذا كان هذا في اللغة التي خوطب العرب عليها جاز تأويلنا، والله أعلم. وقال قوم: الحروف المقطعة تجوز أن يكون لله تبارك وتعالى أقسم بها كلها فاقتصر على ذكر بعضها من ذكر جميعها فقال: ألم، ويرد (¬6) جميع الحروف المقطعة كما يقول القائل: تعلم (أ ب ت ث)، وهو لا يريد تعليمه هذه الحروف المقطعة الأربعة دون غيرها؛ ولكنه لما طال أن يذكرها كلها اجتزأ بذكر بعضها، والله نسأله التوفيق لمراده من ذلك.
مسألة
في الرد على من زعم أن الخطاب إذا وقع ورد بصيغة الأمر.
¬__________
(¬1) في (ج): السور.
(¬2) أسماء: لا توجد في (ب)
(¬3) في (ج) هذه.
(¬4) في (ب) انقطع.
(¬5) في (ج) لتكون.
(¬6) في (ب) و (ج) ولم يرد.
পৃষ্ঠা ৫৫