? جاءت الرواية أن العرب كانت تفتح كلامها باسمك اللهم على سبيل التبرك وتصدر به كتبها، وكان المسلمون يفعلون ذلك في صدر الإسلام فجرى بذاك ما شاء الله. ثم نزلت: { ?اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها? } ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدروا بهذا وهو قوله: "بسم الله" فجرى بذلك ما شاء الله. ثم نزلت: ? { قل اعوا الله أو ادعوا الرحمن } (¬1) أمر أن يكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، فجرى بذلك ما شاء الله. ثم نزلت: { ?إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم } . (¬2) فثبتت هذه تسمية تجعل في أول السور ويفتتح بها القرآن، وفي صدور الكتب. إن ذكر الله بركة على من ذكره باسمه، فقال أهل الكوفة: "فاتحة الكتاب سبعة آيات. أولهن بسم الرحمن الرحيم". وأبى ذلك أهل البصرة وأهل المدينة. وروي عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس عن فاتحة الكتاب قال: "هي أم القرآن ثم قرآها فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. وقال: إنها آية من كتاب الله، ولا أعلم بين أصحابنا خلافا إنها من السبع المثاني، واختلف الناس في معنى التسمية الله جل وعز أو الإله (¬3) فقال قوم: مأخوذ من النور، وقال قوم: مأخوذ من الولهان؛ لأن القلوب تله إليه، وولههم (¬4) إليه هو تعلق أنفسهم بالرغبة إليه، والانتظار للفرج من كل كربة من عنده، والفزع إلى غياثه، والخوف من عقابه فقال: (¬5) يجوز تسمية المألوه إليه إلها. كما قالوا للمؤتم به إماما، ويقال: إنه الأصل في الإله، ولكن لما كثر استعمال الناس لذلك في الدعاء خففت، وقال قوم: الإله هو الذي تحق له العبادة. وقال قوم: هو اسم سمى به نفسه على سبيل الاختصاص. كما قال عز وجل: { هل تعلم له سميا } . (¬6)
¬__________
(¬1) الإسراء: 110.
(¬2) النمل: 30.
(¬3) في (ب) الله أو الإله.
(¬4) في (ج): وولههم.
(¬5) في (ب) و (ج) فقالوا.
(¬6) مريم: 65..
পৃষ্ঠা ৫৩