ومن العجيب عندى إن كنت ليس تتوهم أن الحنطة، والشعير، والتين، والبلوط، وكل واحد من سائر الحبوب والثمار ليس حدوثه عن الأرض، والماء وأنت ترى عيانا تولده يكون منهما. أفتحسب أنه ليس يشوب تولدها شىء من جوهر الهواء، والنار؟
وأنت تجد الأرض إذا عجنتها بالماء، لم يحدث عنهما شىء سوى الطين. وكل واحد من الثمار، والحبوب ليس بطين. وإنما خالف الطين لأنه يشوبه شىء من النار، والهواء ممازجين لجملة جوهره.
وأخلق بك أن تسلم فى التين، والبلوط أنهما من استقصات العالم، وتسلم ذلك قبلهما فى جملة النبات، إذ كنت ترى البزر من كل واحد من أصناف النبات يقع فى الأرض، وهو يسير، صغير، حتى لا يكون ولا جزءا من عشرة آلاف جزء من جملة النبات الذى هو من بزره، وترى سائر جوهره كله إنما يتولد من اسطقسات العالم.
পৃষ্ঠা ৬৯