وتشك فى أمر الحيوان ليس غذاؤه من النبات. وذلك أنك ترى الغنم، الضأن، تأكل الحشيش. وترى الخنازير تأكل مع الحشيش البلوط. وترى الماعز يأكل مع ذلك الغصن من أغصان الشجر. ومن ذلك يتولد فيها الدم. وتغتذى به أبدانها. ويتولد منها أولادها، وتنمى. فما تظن؟ أترى أن الغنم، والخنازير حدثت عن استقصات العالم، والناس الذين يأكلون الغنم، والخنازير كان أول حدوثهم، ونموهم، وغذائهم بعد ذلك من شىء غير استقصات العالم؟
وكل هذا خارج عن القياس، شنيع، قبيح، يدل من قائله على جهل كثير. وذلك أن الحبوب، والثمار كلها إنما حدثت عن استقصات العالم. ومن هذه يكون تولد الحيوان، وغذاؤه، ونموه.
وينبغى أن تتقدم بالثقة فتحكم أن النار، والأرض، والماء، والهواء اسطقسات مشتركة لجميع الأجسام.
وذلك أنك ليس تجد فى العالم أجساما هى أقدم، ولا أبسط منها. فأما سائر الأجسام من النبات، والحيوان فإنما تركيبها من تلك.
وما اقتصر بقراط على أن حكم فى كتابه فى طبيعة الإنسان — لما أمعن فيه — بأن هذه الأجسام هى اسطقسات جميع الأجسام التى فى العالم حتى حدد أولا للناس كيفياتها التى من شأنها أن يفعل بعضها فى بعض، ويقبل الأثر بعضها من بعض.
[chapter 6: I 6]
إلا أن كثيرا من الناس لما لم يفهموا معانى أسماء مشتركة جرت فى قوله، ارتبكوا، واضطربوا.
পৃষ্ঠা ৭০