لكن كما تقدر أن ترينى فى العالم الحجر جسما أرضيا، كذلك أقدر أن أريك فى أبدان الحيوان جنس العظام، والغضاريف، والشعر. ومن هذا الجنس الخزف فى الحيوان الذى له خزف. وذلك أن الخزف من ذلك الحيوان قد بلغ من حاله فى اليبس، والتلزز أن صار فى حد الأرض الخالصة.
فإن أنت طالبتنى أن أوجدك فى بدن الحيوان أرضا، أوجدتك فيه مثل الأرض التى نجدها فى العالم. فأما الأرض الخالصة، المفردة، التى لا يخالطها، ولا يشويها شىء، فليس نجدها ولا فى العالم أيضا بسهولة. وكذلك لا نجد ماء خالصا، نقيا لا يخالطه، ولا يشوبه شىء من غيره. ولا نارا ولا هواء. وذلك أنها قد يشوبها شىء من غير جنسها. أو يخالط بعضها بعضا. ونجد فى بعضها من بعض شيئا، إما أكثر، وإما أقل. إلا أنه على حال قد يظهر مع اختلاطها صورة الشىء الغالب فى كل واحد منها. فلا تطالبنى إذا ولا فى أبدان الحيوان بشىء لا يخالطه، ولا يشوبه شىء. لكن اكتف منى إذا أوجدتك شيئا يابسا، باردا، ملززا أن يذكرك بالأرض أيضا. وإذا أوجدتك شيئا سخيفا، سيالا، رطبا أن يخطر بباك منه الماء. وتذكرك الحرارة الكثيرة التى فى أبدان الحيوان بالنار. وطبيعة الروح التى لا يمكن أن يكون قوام الحيوان إلا بها، فلتذكرك بالهواء خاصة، وتذكرك معه أيضا طبيعة النار. ولا تطلب منى وجود الأرض خالصة على حدتها فى بدن الحيوان، ولا شىء من سائر الاسطقسات صرفا. وإلا فأوجدنى أنت أولا فى المرهم المعروف بالأربعة الأدوية الشمع مفردا.
পৃষ্ঠা ৬৮