أجلكم لتقتدوا بي.
(٣٥ - ٩) وفي حديث الوليمة: "فَقُلتُ: فَمَهْ! ! قال: الْحَيْسُ" (١):
أراد "فما" (٢)، ولكنه حذف الألف وجعل الهاء بدلًا منها (٣)؛ كما قالوا: "هنه" في "هنا" (٤)، ولا يقال إنّه حذف الألف لكونه استفهامًا كما حذفت في قوله تعالى: ﴿مِمَّ خُلِقَ﴾ [الطارق: ٥]؛ لأنّ ذلك إنّما يجيء في المجرور، فأمّا المنصوب والمرفوع [فلا].
(٣٦ - ١٠) وفي حديثه: "أَيَّمُا إِنْسانٍ دَعَوْتُ عَلَيْهِ" (٥): يجوز النصب (٦) على
_________
= باللام أبدًا، وإن كان للمخاطب كان بلام وغير لام" اهـ. "عقود الزبرجد" (١/ ١٠١)، وينظر: "شواهد التوضيح، (ص ١٦٠، ١٨٦)، و"فتح الباري" (١/ ٥٨٤).
(١) ضعيف: أخرجه أحمد برقم (١١٥٤٢)، وفيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
(٢) في ط: ما.
(٣) وهذا لم يرتضه ابن مالك ﵀؛ فإنّه جعل الهاء في مثل هذا "هاء السكت"، لا بدلًا من الألف "كما زعم الزمخشري"؛ قال: "لأنّها عوملت معاملة المتصلة بالمجرورة، في السقوط وصلًا والثبوت وقفًا.
ولو كانت بدلًا من الألف لجاز أن يقال في الوصل: مَهْ عندك، ومَه صنعت".
"شواهد التوضيح" (ص ٢١٥).
(٤) ومثاله قول الراجز:
قد وردت من أمكنهْ ... من ههنا ومن هُنَهْ
إن لم أُرَوِّهَا فَمَهْ
قال ابن جني: "أي: ومن هنا. وأمّا قوله: "فمه" فيحتمل أن يكون أراد "فما"، أي: فما أصنع؟ أو فما قدرتي؟ ونحو ذلك.
وقال قبل ذلك "سر الصناعة" (١/ ١٦٤): والوجه الآخر: أن يكون أراد: إن لم أروها فمه، أى: فاكفف عني، فلست بشيء ينتفع به. وكأن التفسير الأوّل أقوى في نفسي".
ينظر: "سر صناعة الإعراب" (٢/ ٥٥٥)، و"شواهد التوضيح" (ص ٢١٥).
(٥) صحيح: أخرجه مسلم (٢٦٠٣) ولفظه: "فأيما أحد"، والحديث في "المسند" برقم (١٢٠٧١) كما أورده المصنِّف، وإسناده حسن.
(٦) ومنه توله تعالى: ﴿أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ﴾ [القصص: ٢٨].
1 / 75