قال - رحمه اللَّه تعالى! -: في قوله: "لا أحسن من هذا" وجهان:
اْحدهما: الرفع، على (١) أنّه خبر "لا"، والاسم محذوف تقديره: لا شيء أحسن من هذا. وهذا اعتراف منة بفصاحة القرآن وحسنه.
والثّاني: النصب، وفيه وجهان:
أحدهما: أنّه صفة لاسم "لا" المحذوف، و"من هذا" خبر "لا".
ويجوز أن يكون الخبر محذوفًا، وتكون "من" متعلّقة بـ "أحسن"، أي: لا شيء أحسن من كلام هذا، في الكلام أو في الدنيا.
والثّاني: أن يكون منصوبًا بفعل محذوف تقديره: ألَّا فعلت أحسن من هذا؟ وحذف همزة الاستفهام لظهور معناها (٢).
وفيه: "وَلَقَدْ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ البُحَيْرَةِ (٣) أن يُتَوِّجُوهُ فُيَعَصِّبُونَهُ بِالْعِصَابَةِ":
قال - رحمه الله تعالى! -: الوجه في رفع "فيعصبونه (٤) بالعصابة": أن يكون في الكلام مبتدأ محذوف، [تقديره:] "فهم يعصبونه بالعصابة"، [أو فإذا هم يعصبونه] (٥). ولو روي "فيعصبوه" بحذف النون لكان معطوفًا على
_________
(١) في خ: أي.
(٢) قال السيوطيّ: "قال القاضي عياض: وروي "لأحسن من هذا" بالقصر من غير ألف. قال: وهو عندي أظهر، وتقديره: "أحسن من هذا أن تقعد في بيتك ولا تأتنا".
"عقود الزبرجد" (١/ ١٣٢).
(٣) البحيرة: مدينة رسول الله ﷺ، وهو تصغير البَحْرة. والعرب تسمي المدن والقرى: البحار.
ينظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر"، ابن الاثير الجزري، تحقيق طاهر الزاوي، ومحمود الطناحي، (١/ ١٠٠)، المكتبة العلمية - بيروت د. ت، و"غريب الحديث"، ابن الجوزي، تحقيق عد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، ط. أولى سنة (١٤٠٥ هـ -١٩٨٥ م)، (١/ ٥٦).
(٤) في خ: يعصبونه.
(٥) زيادة من ط.
1 / 57