وقوله: "قَوْمٌ حَمَلُونَا"، أي: هؤلاء قوم، أو هم قوم، فالمبتدأ محذوف، و"قوم" خبره.
وقوله: "فَأخَذَ بِرَأسِهِ"، في الباء وجهان:
أحدهما: هي زائدة (١)، أي: أخذ رأسه.
والثّاني: ليست زائدة؛ لأنّه ليس المعنى أنّه تناول رأسه ابتداءً، وإنّما المعنى أنّه جره إليه برأسه ثمّ اقتلعه. ولو كانت زائدة لم يكن لقوله: "اقتلعه" معنى زائد (٢) على أخذه.
وقوله: "لَوَددْنَا لَوْ صَبَرَ"، "لو" ههنا بمعنى "أن" الناصبة للفعل؛ كقوله تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ﴾ [القلم: ٩]، ﴿وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾ [الممتحنة: ٢]، وقد جاء بـ "أن" في قوله تعالى: ﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ﴾ [البقرة: ٢٦٦].
و"صبر" بمعنى "يصبر"، أي: وددنا أن يصبر.
_________
(١) قال المالقي في "رصف المباني" (١٤٢): "ونعني بالزائد: الّذي دخوله كخروجه؛ لأنّ النحويين جرت عادتهم أن يسموا الباء والكاف واللام زوائد وإن كانت لا يجوز أن يستقل الكلام دونها؛ لئلا يظن أنّها من نفس الكلمة ..، ويطلقون الزائد على ما يستقيم الكلام دونه؛ كما في قوله تعالى: ﴿فبما نقضهم﴾، و﴿فبما رحمة﴾.
ويطلقون الزائد على ما يصل العامل إلى ما بعده ولا يمنعه من ذلك، وإن كان معنى لا يصح الكلام دونه، وذلك كـ "لا" الواقعة بين الجار والمجرور في نحو قولهم: "جئت بلا زاد"، فالزائد الذى عنيت هو الأوَّل الذى بستقيم الكلام مع عدمه كاستقامته معه دون الإطلاقين الأخيرين".
"رصف المباني في شرح حروف المعاني"، تحقيق الخراط، مجمع اللُّغة العربيّة بدمشق، سنة (١٣٩٥ هـ -١٩٧٥ م)، وينظر: "معاني الحروف" للرماني، (ص ٣٦ - ٤١)، تحقيق عبد الفتاح شلبي،، و"معترك الأقران" (ق ١/ ٦٣٦).
وأمّا الحديث فمنه قوله تعالى: ﴿وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ﴾ [الأعراف: ١٥٠]، وقوله تعالى: ﴿لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ﴾ [الحاقة: ٤٥]، قال أبو حيان: "والباء - على هذا - زائدة".
ينظر: "البحر المحيط"، (١٠/ ٢٦٦)، دار الفكر - بيروت -، سنة (١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م).
(٢) في خ: زائدًا.
1 / 49