فـ "أنت" مبتدأ، و"موسى" خبره (١).
وقوله: "فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْا (٢)، فَعُرِفَ الخَضِرُ، فَحَمَلُوهُمَا"، فالمعنى: أن موسى والخضر ويوشع قالوا لأصحاب السفينة: هل تحملوننا؟ !، فعرفوا الخضر، فحملوهم. فجمعوا (٣) الضميرين (٤) في "كلموهم" على الأصل، وثنوا "حملوهما" (٥)؛ لأنّهما المتبوعان، ويوشع تبع لهما، ومثله قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى﴾ [طه: ١١٧] فثنى ثمّ وحد لما ذكرنا (٦).
_________
(١) قال السيوطيّ: "قوله: "موسى بني إسرائيل" فيه إضافة العلم وهو "موسى" إلى "بني إسرائيل"، والقاعدة النحوية أن العلم لا يضاف لاستغنائه بتعريف العلمية نحو "كذا" تعريف الاضافة، إِلَّا أنّه جاء إضافة العلم قليلًا في قول الشاعر:
على زيدنا يوم النقا رأس زيدكم ... ...................................
فأوَّل على أنّه تخيل فيه التنكير؛ لوقوع الاشتراك في مسمى هذا اللّفظ، وكذا يؤول في هذا الحديث.
قال ابن الحاجب: شرط الإضافة الحقيقية تجريد المضاف من التعريف.
قال الرضي: فإن كان ذا لام حذف لامه، وإن كان علمًا نكر، بأن يجعل واحدًا من جملة من سمي بذلك اللّفظ. قال: وعندي أنّه يجور إضافة العلم مع بقاء تعريفه؛ إذ لا مانع من اجتماع التعريفين؛ كما في النِّداء نحو: يا هذا، ويا عبد اللَّه.
وذلك إذا أضيف العلم إلى ما هو متصف به، نحو: زيد الصدق، ونحو ذلك، وإن لم يكن في الدنيا إِلَّا زيد واحد.
ومثله قولهم: مصر الحمراء، وأنّهار الشتاء، وزيد الخيل.
فإن الإضافة فيها ليست للاشتراك المتفق عليه، اهـ.
"عقود الزبرجد" (١/ ٢١ - ٢٢).
(٢) في خ: يحملوهم.
(٣) يعني: الرواة.
(٤) هنا طمس في خ.
(٥) زاد في خ: على الأصل.
(٦) يقول أبو القاسم الزمخشري في "كشافه" (٣/ ٩١ - ٩٢):
"وإنّما أسند إلى آدم وحد" فعل الشقاء دون حواء بعد إشراكهما في الخروج؛ لأنّ في ضمن شقاء الرَّجل - وهو قيم أهله وأميرهم - شقاءهم؛ كما أن في ضمن سعادته سعادتهم، فاختصر الكلام بإسناده إليه دونها، مع المحافظة على الفاصلة،، أو أريد بالشقاء التعب في طلب القوت، وذلك معصوب برأس الرَّجل، وهو راجع إليه" اهـ.
"الكشاف عن حقائق التنزيل"، أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت ٥٣٨ هـ)، دار الريان للتراث،
ط. ثالثة سنة (١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م).
1 / 48