هباء منثورًا" (١) اهـ.
وقال أيضًا: وما أعلم أحد على ظهر الأرض أعلم بالعربيّة مني.
ومع أن أولئك الضخام كانوا أوعية علم، إِلَّا أن بعضهم لم يفتح عليه في بعض العلوم؛ فقد تعاصت بعض العلوم على بعض الأعلام المشاهير، ومنهم من صرح بذلك، "منهم الأصمعي في علم العروض، والرُّهَاوي المحدث في الخط، وابن الصلاح في المنطق، وأبو مسلم النحوي في علم التصريف، والسيوطي في الحساب ... " (٢).
وعليه، فيطلب من طالب العلم أن يتقي بوجهه ولسانه سوء اللحن في عربيته، ويبتعد عن أمثلة التعقيد والتقعر، فيكفيه أن يرفع المرفوع، وينصب المنصوب، ويخفض المخفوض، ويجزم المجزوم، وإياه وأمثال:
ظننت وظنَّاني شاخصًا الزيدين شاخصين، أو مثل: أعلمت وأعلمانيهما إياهما الزيدين العَمْرَيْنِ منطلقين، أو مثل: أزيدًا لم يضربه إِلَّا هو، أو: أأنت عبد اللَّه ضربته، أو مثل قول الفرزدق: [الطويل]
وَمَا مِثْلُهُ فِي النَّاسِ إِلَّا مُمَلَّكًا ... أبُو أُمِّهِ حَيٌّ أبُوهُ يُقَارِبُهْ
أو مثل ما ذكره أبو حيان في "تذكرة النحاة" (١/ ١١٦) من قولهم: أَيُّ أَيٍّ إن يَضْرِبْكَ أَيُّهُمْ إنْ يأتْنِا نكرِمْه تضرِبْه نَضْرِبْه.! ! ! .
قال العلّامة ابن رجب الحنبلي ت (٧٩٥ هـ) ﵀! -: " ...،
وكذلك التوسع في علم العربيّة لغة ونحوًا هو ممّا يشغل عن العلم الأهم، والوقوف
_________
(١) وذلك في كتابه: "الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف" مخطوط بـ "ليدن"، برقم (٤/ ٧٤٠)، وينظر: "نظم العقيان في أعيان الأعيان"، للسيوطي (ص ١٧)، تحقيق فيليب حتّى، المكتبة العلمية.
(٢) "حلية طالب العلم"، د. بكر أبو زيد، (ص ٤٢)، مكتبة التوعية الإسلامية، ط. ثالثة سنة (١٤١٠ هـ - ١٩٨٩ م).
وفي "البحر المحيط" لأبي حيان: وكان أبو عبيدة معمر بن المثنى (على جلالته) يضعف في النحو.
1 / 14