و أما هذه الفرق الأربع فيظن لهم النجاة ابتداء، وعند التحقيق والنظر العميق يعلم أن الناجي منهم فرقة واحدة لا غير، هذا إن صح وثبت أنهم أربع فرق على قول بعضهم وهو الحق، وإن صح وثبت آنهم جميعا فرقة واحدة كما قاله بعضهم، فالفرق الأربع ناجية أجمع، لكن (قد عرفتك أن)(1) الحق أنهم اربع فرق، لتباينهم واختلافهم وتضادأقوالهم، والحق لا يكون إلا في جهة واحدة.
ومتى كان كذلك، فالناجي فرقة لا غير، لوجهين: الاول: الاجماع على أن الناجي فرقة واحدة لا غير من جميع فرق (الأمة)(2).
الثانى: الخبر المأثور عن رسول الله المتضمن نجاة فرقة من ثلاث وسبعين فرقة من أمته (2)، وهذا الخبر قد تلقته الأمة بالقبول، فصار في قسم المعلوم لا المظنون، ولمطابقة الاجماع وأدلة العقول. وإذا تقرر أن الفرقة الناجية واحدة من الأربع لا غير: فاعلم أن كل واحدة منهم تدعي ذلك دون غيرها، (وتزعم أنها الفرقة
পৃষ্ঠা ৩৭