الناجية دون سواها)(1)؛ وأنت تعلم أيها العاقل أن هذا ليس مطلوبا هينأ، بل هو من أعظم المطالب، وأتم المقاصد، إلا عند من لم يصذق بالنشور والمعاد.
فيجب على من يريد آن يسلك سبيل النجاة، ويحب أن يكون ما هو عليه من الفرقة الناجية على يقين، أن ينظر في أدلة كل فرقة من هذه الأربع فرق، فمن وجد أدلتها قطعية يقينية تفيد الجزم واليقين بالنجاة، فهي الفرقة الناجية، فإنه من المحال أن تكون أدلة كل فرقة منهم توجب الجزم واليقين بالنجاة لها مع تباينهم ف في الاعتقاد والعمل، بل لا يوجب الجزم واليقين إلا أدلة فرقة واحدة لا غير، وأما من عداها فلا تفيد أدلته إلا الظن والتخمين.
والمتعين على العاقل أن يتبع ما يوجب الجزم واليقين، ويدع ما لا يفيد الا الظن والتخمين) (2)، ولا ينبغي له أن يهجر النظر في أدلة بعض هذه الفرق الأربع ويتركه معرضا عنه، (ويستمر على التقليد)(3) .
فان قلت : فما دليل الامامية على أنهم الفرقة الناجية؟ قلت: لا يتبين لك ذلك حتى تعلم وتتحقق أن الفرقة الناجية واحدة لا غير من جميع الفرق في جميع الأعصار والأزمان، والذي يدل على ذلك: (العقل، والنقل، والاجماع).
أما العقل: فإنه يحكم ويقطع بأن الحق من القولين المتقابلين المتضادين
পৃষ্ঠা ৩৮