============================================================
وسبب ذلك كله ثلاثة أشياء لا رابع لها : السبب الأول ، وهو أصل الفساد ، ولاية الخطط السلطاتية والمناصب الدينية بالرشوة : كالوزارة والقضاء ونيابة الأقليم ، وولاية الحسبة، وسائر الأعمال ، بحيث لا يمكن التوصل الى شيء منها إلا بالمال الجزيل . فتخطى ، لأجل ذلك ، كل جاهل ومفسد وظالم وياغ إلى ما لم يكن يؤمله من الأعمال الجليلة والولايات العظيمة ، لتوصله بأحد حواشى السلطان ، ووعده بال للسلطان على ما يريده من الأعمال . فلم يكن بأسرع من تقلده ذلك العمل وتسليمه إياه.
و ليس معه ما وعد به شىء قل ولا جل ، ولا يجد سبيلا إلى أداء ما وعد به إلا باستداتته بحو النصف ما وعد به ، مع ما يحتاج إليه من شارة وزى وخيول وخدم وغيره ، فتتضاعفت من أجل ذلك عليه الديون ، ويلازمه أربابها . لا جرم أنه يغمض عينيه ولا يبالى بما أخذ من اتواع المال ، ولا عليه بما يتلفه في مقابلة ذلك من الأنفس ، ولا بما يريقه من الدماء ولايما يسترقه من الحرائر ، ويحتاج إلى أن يقرر على حواشيه وأعوانه ضرائب ، ويتعجل منهم أموالأ، فيمدون هم أيضا أيديهم إلى أموال الرعايا ، ويشرئبون لأخذها بحيث لا يعفون ولا يكفون . ثم يتيا البائس فى جميع الأموال التى استدانها إذ أتته استدعاءات من الأوامر وحواشى السلطان ، أو نزل به أحد منهم أن كان المتولى متقلدا عملا من أعمال الريف لا فيحتاج له إلى ضيافات سنية وتقادم جليلة من الخيول والرقيق وغير ذلك بحسب الحال ، ولا يشعر مع ذلك إلا وغيره قد تقلد ذلك العمل بما التزم به ، وقد بقيت عليه جملة من
পৃষ্ঠা ১১৭