أما بعد (الاختلاف والنظر) فإنا نظرنا فيما اختلفت فيه الملة 1 من أهل القبلة حتى كفر بعضهم بعضا " وبرئ بعضهم من بعض وكلهم ينتحل الحق ويدعيه فوجدناهم في ذلك صنفين لا غير، فأحدهما المتسمون 2 بالجماعة المنتسبون إلى السنة وهم في ذلك مختلفون في أهوائهم وأحكامهم وآرائهم، وحلالهم وحرامهم، وبعضهم في ذلك راض ببعض يجيزون شهاداتهم ويصلون خلفهم ويقبلون 3 الأحاديث عنهم ويزكونهم غير أنهم قد أجمعوا على خلاف الصنف الآخر وهم الشيعة فلم يقبلوا شهاداتهم ولم يزكوهم ولم يصلوا خلفهم ولم يقبلوا الأحاديث عنهم.
التمييز بين الصنفين فنظرنا فيما الصنف الأول عليه مقيمون وبه متمسكون وبه يدينون، الذي تسموا له بالجماعة وانتسبوا به إلى السنة فوجدناهم يقولون 4: إن الله تبارك وتعالى لم يبعث نبيه محمدا " - صلى الله عليه وآله - إلى خلقه بجميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم وحلالهم وحرامهم ودمائهم ومواريثهم وفروجهم ورقهم وسائر أحكامهم
পৃষ্ঠা ৩