[78] قوله: على التبعيض أنكر ابن جني وصاحب البسيط مجيئها للتبعيض وقالا: لم يذكره أحد من النحاة وأثبته جماعة، منهم ابن مالك، وقال ذكره الفارسي في التذكرة ونقل عن الكوفيين وتبعهم فيهم الأصمعي والعتبي وكذا ابن مخلد في شرح الجمل ومثله بقوله: مسحت بالحائط، وتيممت بالتراب، واستحسنه العبدي في شرح الإيضاح قال: ووجهه عندي أن الباء الدالة على الآلة لا يلزم فيها أن يلابس الفعل جميعها ولا يكون العمل بها كلها بل ببعضها.
** فائدة: بعض الشيء قد يراد به ما هو فرد منه، كما يقال زيد بعض الإنسان، وقد يراد به ما هو جزء له كما يقال اليد بعض زيد.
[79] رواه أحمد ورواه الشافعي من حديث عطاء بلفظ آخر، وروي مثل ذلك عن أنس مرفوعا، أخرجه أيضا سعيد بن منصور من حديث عثمان رضي الله عنه في صفة الوضوء.
[80] قوله: والعرب تسمي البعض الخ، يعني والرأس كل، إذ حده من فوق الأذنين إلى أعلى الجبين أو من القفا إلى الجبين لكن ظاهر كلام المصنف رحمه الله تعالى أن المسح متوجه ابتداء إلى البشرة لا إلى الشعر فيكون ما كتبته لا يوافق كلام الأصحاب، وعلى ما ذكرته يندفع إشكال التخصيص بالثلاثة والله أعلم، حرره. لكن قد لا يتعين ما ذكرته إذ كلامه بعد يدل على ما ذكرته حرره بتأمل صادق، ولكن قد يقال لا دلالة فيما بعد لاحتمال أن يراد من قوله كنحو التشبيه في الإطلاق لا التمثيل للكل وإرادة البعض، ويحتمل أنه تمثيل وتجوز في الكلام رحمه الله تعالى.
[81] قوله: باسم الكل، قلت ويحتمل أن يراد بالكل الكل الجمعي لا المقابل للجزء، ويشهد له التعبير بالبعض دون الجزء، والاستدلال بالآية، بل أراد بالكل ما يصدق على متعدد وإن لم يكن عاما كما يظهر من سياق كلامه، فحينئذ لا دلالة فيه على أن مراده العضو، بل يحتمل الشعر بل هو الأظهر، فاتضح ما كتبته في الهامش من تخصيص الأصحاب المسح بثلاث شعرات ولا ينافيه التمثيل بماء الخ، تأمل.
পৃষ্ঠা ৮০