একটি গল্প যার শুরু বা শেষ নেই
حكاية بلا بداية ولا نهاية
জনগুলি
ضحك ضحكة جافة باردة وحملق في وجه العجوز بذهول. - إنك لا تعني ما تقول. - قلت: إنني أعنيه حرفيا.
ضرب يدا بيد وصاح: إلي بعقل جديد لأقترب من هذه الأحاجي! - يلزمك عقل جديد حقا. - عما قليل سيعتلي الجنون عرش الطبيعة! - لم يجد جديد يدعو إلى ذلك. - لقد اختلقوا الأكاذيب بغية القضاء علينا . - لم يختلقوا أكاذيب ولكنهم عرفوا السبيل إلى مخطوطات قديمة بدار الكتب. - زيفها ولا شك أعداء الأكرمية؟ - بل وضعها مريدون من أصدق المريدين القدامى. - مريدون صادقون؟ .. أنت تقول ذلك؟ - نعم. - أكنت على علم بها من قبل؟ - نعم ولكني تكتمتها لاعتقادي بأنه قد يساء فهمها. - لا أصدق أنهم كانوا مريدين صادقين.
فقال الرجل بنبرة تنم على الاحترام: كانوا ثلاثة، الشيخ أبو كبير أولهم وقد عكف على دراسة بيوت الأكرمية، والشيخ الدرمللي ثانيهم، وكان حجة في معرفة رجال الأكرمية، والشيخ أبو العلاء ثالثهم وقد ولع بتأريخ أهواء القلوب.
فصاح الشيخ محمود: أوغاد كذابون! - بل مريدون صادقون، كان الأولان تلميذين للقطب الأكبر عبد الله الأكرم، أما الثالث فكان مريدا لوالدك رحم الله الجميع. - لن أصدق أن الشمس تشرق من المغرب ولو أجمع على ذلك المريدون. - إلى الشيخ أبو كبير يرجع ما ورد في النشرة عن البيت الكبير.
فقال الشيخ محمود بحنق: هذيان ما يقول، من يصدق أن بيتنا هذا ما هو إلا فرع من فروع لا حصر لها من بيوت الطريقة لا أنه الأصل الذي انبثق منه النور؟! - لم يقصد الحط من بيتكم، كلا، عني بدراسة بيوت الطريقة الأكرمية فسافر من أجل رسالته إلى الشام وشمال إفريقيا وإيران والهند، ثم قرر الحقيقة التي لا ضير منها وهي أن هذا البيت الكبير ما هو إلا مقام أنشأه الأكرم، بيت من مئات البيوت التي سبقته إلى الطريقة، بل هو آخر بيت وصل إليه النور والهدى. - يا للفظاعة. - قل يا للحقيقة! - جدي هو مؤسس الطريقة وبيته هو الأصل والمركز. - إنك غاضب للكبرياء لا للطريقة، طريق الله مفتوح للجميع، وشرف العزة فيه للواصلين مهما يكن موقعهم.
فهتف محمود وكأنما يخاطب نفسه: الهواء يختفي ليحل محله الحزن، ولن يوجد بعد اليوم مبرر لكي يحافظ العاقل على عقله ولا ليبرأ المجنون من جنونه. - تأمل ولا تحزن، كم صادف أبو كبير في تجواله من بيوت ظن أصحابها أنهم الأصل والمركز. - ود أن نضيع في زحمة لا نهائية! - النور لا يضيع أبدا ولا يفنى. - إنك تسلبني العزة لتهبني بلاغة لفظية. - إنك تعاني لأنك لم توجه إلى الطريق قلبك .. لم يشغله إلا الجاه. جاه وريث البيت الكبير، أما الأكرم نفسه فقنع بأن يقبس من النور شعلة أصلها في هذه الحارة التي أصبحت بفضله مباركة.
قطب الشيخ محمود وقال: سوف يحتاج الناس لرؤيتنا إلى مجهر كبير! - المهم أن يروا شيئا يستحق الرؤية.
قام الشيخ محمود فذهب إلى باب السلاملك ثم رجع وهو يتنفس بعمق. وترامى من الحارة صوت يصيح كالمستجير «يا سيدي الأكرم على بابك» فضحك الشيخ ضحكة قصيرة لم تنبسط لها أساريره إلا لحظة ثم عادت إلى اكفهرارها. أما الشيخ تغلب فقال: وإلى الشيخ الدرمللي يرجع ما ورد في النشرة عن القطب الأول، جدك الإمام الأكرم.
فقال الشيخ محمود بحدة: ذاك الذي رام نسف الأكرم نسفا. - ليس في وسع إنسان أن ينسف مولانا الأكرم.
فقال الشيخ محمود برجاء: إذن فأنت تؤمن بكذب ما جاء عنه في النشرة؟! - كلا!
অজানা পৃষ্ঠা