والشيء مثل الشيء إلا أنه
أبداه في عين العوالم محدثا
إن أقسم الرائي بأن وجوده
أزلا فبر صادق لن يحنثا
أو أقسم الرائي بأن وجوده
عن فقده أحرى وكان مثلثا
ثم أظهرت أسرار ، وقصصت أخبارا ، لا يسع الوقت إيرادها ، ولا يعرف أكثر الخلق أيجادها ، فتركتها موقوفة على | رأس مهيعها ، خوفا من وضع الحكمة في غير موضعها ، ثم رددت من ذلك المشهد النومي العلي إلى العالم السفلي ، | فجعلت ذلك الحمد المقدس خطبة الكتاب ، وأخذت في تتميم صدره ، ثم أشرع بعد ذلك في الكلام على ترتيب | الأبواب ، والحمد لله الغني الوهاب . هذه رسالة كتبت بها أما بعد فإنه : |
لما انتهى للكعبة الحسناء
جسمي وحصل رتبة الأمناء
وسعى وطاف وثم عند مقامها
صلى وأثبته من العتقاء
من قال هذا الفعل فرض واجب
ذاك المؤمل خاتم النبآء
ورأى بها الملأ الكريم وآدما
قلبي فكان لهم من القرناء
ولآدم ولدا تقيا طائعا
ضخم الدسيعة أكرم الكرماء
والكل بالبيت المكرم طائف
وقد اختفى في الحلة السوداء
يرخي ذلاذل برده ليريك في
ذاك التبختر نخوة الخيلاء
وأبي على الملأ الكريم مقدم
يمشي بأضعف مشية الزمناء
والعبد بين يدي أبيه مطرق
فعل الأديب وجبرئيل إزائي
يبدي المعالم والمناسك خدمة
لأبي ليورثها إلى الأبناء
فعجبت منهم كيف قال جميعهم
بفساد والدنا وسفك دماء
إذ كان يحجبهم بظلمة طينه
عما حوته من سنا الأسماء
وبدا بنور ليس فيه غيره
لكنهم فيه من الشهداء
إن كان والدنا محلا جامعا
للأولياء معا وللأعداء
ورأى المويهة والنويرة جاءتا
كرها بغير هوى وغير صفاء
فبنفس ما قامت به أضداده
حكموا عليه بغلظة وبذاء
وأتى يقول أنا المسبح والذي
ما زال يحمدكم صباح مساء
وأنا المقدس ذات نور جلالكم
وأتوا في حق أبي بكل جفاء
لما رأوا جهة الشمال ولم يروا
منه يمين القبضة البيضاء
ورأوا نفوسهمو عبيدا خشعا
ورأوه ربا طالب استيلاء
لحقيقة جمعت له أسماء من
خص الحبيب بليلة الإسراء
ورأوا منازعه اللعين بجنده
يرنو إليه بمقلة البغضاء
وبذات والدنا منافق ذاته
حظ العصاة وشهوتا حواء
علموا بأن الحرب حتما واقع
منه بغير تردد وإباء
فلذاك ما نطقوا بما نطقوا به
فاعذرهم فهم من الصلحاء
فطروا على الخير الأعم جبلة
لا يعرفون مواقع الشحناء
|
পৃষ্ঠা ৩৯