الله عنه رجل من بني سليم يقال له الفجاءة (1) بن عبد ياليل فدخل عليه وسلم ثم قال:
يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم! أنا رجل مسلم وعلى دين الإسلام مذ كنت ما غيرت ولا بدلت وقد رغبت في قتال أهل الردة (2) وقد أحببت أن تعينني بقوة من خيل وسلاح حتى أفرقه في قومي وبني عمى من بني سليم، وألحق بالقوم بخالد بن الوليد وأقاتل معه طليحة بن خويلد وأصحابه، قال: فدفع إليه أبو بكر رضي الله عنه عشرة من الخيل ودفع إليه سلاحا كثيرا من سيوف ورماح وقسى وسهام، ووجه معه بعشر نفر من المسلمين. قال: فخرج الفجاءة من المدينة كأنه يريد إلى خالد بن الوليد ثم ترك الطريق إلى خالد وعطف إلى دار بني سليم فأرسل إلى قوم منهم ودعاهم فأجابوه فعطف بهم على هؤلاء العشرة الذين وجه بهم معه أبو بكر رضي الله عنه فقتلهم عن آخرهم، ثم أنه فرق تلك الخيل وذلك السلاح الذي قد أعطاه أبو بكر رضي الله عنه على من اتبعه من سفهاء قومه، ثم سار فجعل يقتل الناس يمنة ويسرة فلا يبقي على قومه ولا غيرهم. قال: فجعل الفجاءة يفعل ما يفعل ويلتئم إليه الناس من أهل الدعارة والفساد.
قال: وبلغ ذلك أبا بكر رضي الله عنه فأعرضه على من كان عنده من بني سليم وغيرهم من قيس غيلان وخبرهم بما صنع الفجاءة، قال: فاغتم لذلك بنو سليم خاصة غما شديدا وقالوا: والله يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم وآله)! لقد حدثتنا أنفسنا ببعض ذلك وقد قلدنا عدو الله بفعاله عارا لا يغسل عنا أبدا. قال: ثم وثب الضحاك بن سفيان الكلابي (4) - وكان شيخ بني كلاب وفارسهم وعميدهم وشاعرهم وكانت له صحبة مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم وآله) - فقال والله يا خليفة رسول الله! لقد كان عدو الله يريد الفساد، وما كنت أظن أنه يقدم على مثل هذا الفعال، ولقد كنت أحذر قومي من بنى ذكوان أن يسمعوا منه، ويأخذوا برأيه
পৃষ্ঠা ১০