[chapter 6: I 5]
هل الكل واحد: ١ — أما الرواقيون فانهم ذكروا أن العالم 〈واحد〉 وقالوا إنه الكل وقالوا إنه مجسم. ٢ — وأما أنبادقليس فانه كان يرى أن العالم واحد، إلا أن الكل ليس هو العالم وحده فقط، لكن جزء يسير من الكل، وباقى الكل عنصر معطل. ٣ — وأما أفلاطن فانه استدل على أن العالم واحد وأن الكل واحد من ثلاث جهات وهى: أنه لا يكون كاملا إن لم يشتمل على الكل؛ وأنه لا يكون متشابها للميل الذى له إن لم يكن واحدا، وانه لا يكون غير فاسد إن كان شىء خارج عنه. ٤ — وقد يتهيأ أن يقال لفلاطن إن العالم ليس 〈بكامل〉 وأنه لا يشتمل على الكل 〈على أنه يلاحظ من جهة أخرى أن الشىء يمكن أن يكون كاملا دون أن يشتمل على الكل: لأن الإنسان يقال عنه إنه كامل، ومع ذلك فانه لا يشتمل على الكل〉 وأن المثالات قد توجد كثيرة كالتى توجد للأصنام 〈والمنازل〉 وفق التزاويق وكيف يمكن أن يكون 〈كاملا، إذا كان〉 خارجه شىء يربطه! وليس هو غير فاسد ولا يمكن أن يكون كذلك، إذ كان مكونا . ٥ — وأما مطرودرس فانه كان يقول إنه من المنكرات 〈أن〉 تنبت سن〈بلة〉 واحدة فى صحراء واسعة، وأن يكون عالم واحد فيها لا نهاية له. ٦ — وأما أن تكون الكثرة 〈فى العالم لا〉 نهاية لها، فذلك ظاهر، وذلك أنه 〈توجد علل لا نهاية لها؛ لأنه إذا كان العالم لا متناهيا وكانت العلل المركب منها لا نهاية لها فلا بد أن تكون ثمت كثرة من اللامتناهيات لأنه حيثما كانت العلل كلها، تكون المعلولات كلها〉 وأن كان العالم متناهيا فإن العلل هى إما الأجزاء التى لا تتجزأ، 〈أو العناصر〉.
পৃষ্ঠা ১০৬