[book 0]
[chapter 0: Introduction]
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين
هذا كتاب فلوطرخس فى الآراء الطبيعية التى ترضى بها الفلاسفة وهى خمس مقالات:
المقالة الأولى — ثلاثون بابا: ا. ما الطبيعة؟ ب. ما الفصل بين المبدأ والاسطقس؟ ج. فى المبادئ. د. كيف كان قوام العالم؟ ه. هل الكل واحد؟ و. كيف وقع فى أفكار الناس وجدان الله؟ ز. ما الإله؟ ح. فى القوة العالية التى يسميها اليونانيون ذامريس واراس. ط. فى العنصر. ى. فى الصورة يا. فى العلل. يب. فى الأجسام. يج. فى أصغر الأشياء. يد. فى الأشكال. يه. فى الألوان. يو. فى تجزئة الأجسام. يز. فى الاجتماع والامتزاج. يح. فى الخلاء. يط. فى المكان. ك. فى الفضاء. كا. فى الزمان. كب. فى جوهر الزمان. كج. فى الحركة. كد. فى الكون والفساد. كه. فى الضرورة. كو. فى جوهر الصورة. كز. فى البخت. كح. فى جوهر البخت. كط. فى الاتفاق. ل. فى الطبيعة.
পৃষ্ঠা ৯১
المقالة الثانية — أحد وثلاثون بابا: ا. فى العالم. ب. فى شكل العالم. ج. هل العالم ذو نفس، وهل هو مدبر بالسياسة؟ د. هل العالم غير فاسد؟ ه. من أى الأشياء يغتذى العالم؟ و. من أى اسطقس أول ابتدأ الله جل وعز خلق العالم؟ ز. فى ترتيب العالم. ح. ما العلة التى صار العالم لها مائلا؟ ط. هل خارج 〈العالم〉 خلاء؟ ى. ما اليمين والشمال من العالم؟ يآ. فى جوهر السماء. يب. فى قسمة السماء. يج. ما جوهر الكواكب؟ يد. فى أشكال الكواكب. يه. فى مراتب الكواكب. يو. فى حركة الكواكب الانتقالية. يز. من أين تستبين الكواكب. يح. فى التى تسمى ديسقروا يط. فى أنواء الفصول. ك. فى جوهر الشمس. كا. فى عظم الشمس. كب. فى شكل الشمس. كج. فى انقلاب الشمس. كد. فى كسوف الشمس. كه. فى جوهر القمر. كو. فى مقدار القمر. كز. فى شكل القمر واستنارته. كح. فى كسوف القمر. كط. فى رؤية القمر ولم 〈يرى〉 ارضيا. ل. فى أبعاد القمر. لا. فى السنين، وكم زمان كل واحد من الكواكب المتحيرة .
পৃষ্ঠা ৯২
المقالة الثالثة — ثمانية عشر بابا: آ. فى الفلك النير. ب. فى الكواكب ذوات الأذناب ح. فى البرق والرعد والصواعق والتى تسمى فريسطر والتى تسمى طوفن. د. فى السحاب والأمطار والثلج والبرد. ه. فى قوس قزح. و. فيما يعرض فى الضياء الذى يسمى قصاب. ز. فى الرياح. ح. فى الشتاء والصيف ط. فى الأرض. ى. فى شكل الأرض. يا. فى وضع الأرض. يب. فى ميل الأرض. يج. فى حركة الأرض. يد. فى قسمة الأرض. يه. فى الزلازل. يو. فى البحر كيف كان قوامه وكيف صار مرا. يز. كيف يكون المد والجزر. يح. كيف تكون الهالة.
المقالة الرابعة — ثلاثة وعشرون بابا: آ. فى زيادة النيل. ب. حد النفس. ج. هل النفس جسم؟ وما جوهرها؟ د. فى أجزاء النفس ه. فى الجزء الرئيسى من أجزاء النفس. و. فى حركة النفس. ز. فى بقاء النفس. ح. فى الحواس والمحسوسات. ط. هل الحواس والتخيلات حق؟ ى. كم الحواس؟ يا. كيف تكون الحواس والفكر والنطق الفكرى. يب. ما الفصل بين التخيل والمخيل. يج. كيف يبصر البصر. يد. فى التماثيل التى تبصر فى المرايا. يه. هل الظلمة مبصرة. يو. فى السمع. يز. فى الشم. يح. فى الذوق. يط. فى الصوت. ك. هل الصوت جسم؟ وكيف يكون الصدى؟ كا. كيف تحس النفس، وما جوهرها الرئيسى؟ كب. فى التنفس. كج. فى الأعراض الجسمانية وهل تعلم النفس بها.
পৃষ্ঠা ৯৩
المقالة الخامسة — ثلاثون بابا: آ. فى الكهانة ب. كيف تكون الرؤيا. ح. ما جوهر المنى؟ د. هل المنى جسم؟ ه. هل ينبعث من الإناث منى؟ و. كيف يكون الحبل؟ ز. وكيف يولد الذكر والأنثى؟ ح. كيف يكون الممسوخون. ط. لماذا لا تحبل المرأة على كثرة الغشيان. ى. كيف يكون التوأمان والثلاثة. يا. كيف تكون المشابهة بالآباء والأجداد. يب. كيف صار كثير من المولودين يشبهون قوما آخرين ولا يشبهون آباءهم. يج. كيف تكون النساء عقرا والرجال عقما. يد. لماذا صارت البغال عقرا. يه. هل الجنين حيوان. يو. كيف تغتذى الأجنة. يز. ما أول ما يخلق فى البطن. يح. لماذا صار المولودون لسبعة أشهر يتربون وثمانية أشهر لا يتربون. يط. فى كون الحيوانات وفسادها ك. فى أجناس الحيوان، وهل هى كلها حساسة ناطقة. كا. فى كم من الزمان تتصور الحيوانات إذا كانت فى البطن. كب. من أى الاسطقسات كل واحد من الأجزاء الجنسية التى فينا. كج. كيف يبتدئ الإنسان بالكمال. كد. كيف يكون النوم وهل هو [موت] للنفس والبدن. كه. هل النوم موت للنفس أو للبدن. كو. كيف يربى النبات وهل هو حيوان. كز. فى الغذاء والنماء. كح. كيف تكون الشهوات واللذات فى الحيوانات. كط. كيف تكون الحمى وهل هى توليد. ل. فى الصحة والمرض والشيخوخة.
পৃষ্ঠা ৯৪
[book 1]
[chapter 1: I Preface] بسم الله الرحمن الرحيم
قال: ١ — لما كنا مزمعين على أن نشرح المعانى الطبيعية، رأينا أنه يجب اضطرارا أن نقدم أولا قسمة صناعة الفلسفة ليعلم أى جزء من أجزائها هو العلم الطبيعى وكم مقدار صلتها. فنقول ٢ — 〈الرواقيون〉 قالوا فى الفلسفة إنها العلم بالأمور الإلهية والانسانية وإن العلم هو المعرفة الفاضلة وهى ثلاث: طبيعى، وخلقى، ومنطقى. ٣ — فالطبيعى هو الذى يبحث عن العالم، والخلقى هو الذى يصرف الإنسان فى أموره، والمنطقى هو الذى يعنى بمنطق الانسان وهو الذى يسمونه الخطابة. ٤ — فأما أرسطوطاليس وثاوفرسطس، وبالجملة جميع الفلاسفة المشاؤون، فانهم قسموا الفلسفة فقالوا فيها إن الانسان الكامل يحتاج اضطرارا أن يكون ناظرا فى الموجودات، عاملا بالجميل — وقد يمكن أن نبين ذلك بما أصف. أقول: إن طالبا لو طلب أن يعلم هل الشمس أعظم من المقدار الذى يراها فيه: فاذا طلب هذا المعنى كان نظريا، لأنه يطلب شيئا غير النظر فى هذا الموجود. وكذلك إذا طلب أن يعلم هل العالم غير متناه، وهل خارج العالم شئ ما من الحيوان والنبات. فهذه المطالب كلها نظرية. ٥ — فاذا طلب الطالب كيف ينبغى أن يكون تصرفه وسيرته، وكيف ينبغى أن تكون الرياسة، وكيف ينبغى أن يكون وضع النواميس، كانت هذه المطالب كلها لما يعمل به. ويكون المطالب لها عمليا PageV01P09 5
[chapter 2: I 1]
ما الطبيعة: ١ — من أجل أن غرضنا النظر فى الأشياء الطبيعية، رأيت أنه يجب اضطرارا أن 〈تخبر أولا ما الطبيعة، لأنه لا معنى للخوض فى الأمور الطبيعية〉 [الأخير ما الطبيعة] من غير أن نعلم ما الطبيعة وما قوتها ٢ — فأقول إن الطبيعة على رأى أرسطاطاليس مبدأ الحركة والسكون فيما ذلك فيه على الأمر الأول لا بعرض. فان كل المبصرات التى لم تكن باتفاق، ولا بالضرورة، ولم تكن إلاهية، ولم تكن لها علة — مثل هذه يقال إنها طبيعية، وإن لها طبيعة خصتها: مثل الأرض، والماء، والنار، والهواء، والنبات، والحيوان، وكذلك ما يكون فى الجو مثل: المطر، والبرد، والرعد، والصواعق، والرياح. ٣ — فان هذه كلها طبيعية، ولها مبدأ ما، إذ كل واحد منها لم يكن مبدأ الدهر، لكن كان له مبدأ ما. وكذلك الحيوان والنبات لها مبدأ فى الكون. والطبيعة هى المبدأ الأول لكونها. وهى مبدأ للحركة؛ وليس للحركة فقط، لكن للسكون أيضا. فان كل ما لزمته الحركة، فقد يمكن أن يكون لحركته نهاية؛ ولذلك صارت الطبيعة مبدأ الحركة والسكون.
[chapter 3: I 2]
পৃষ্ঠা ৯৬
ما الفصل بين المبدأ والاسطقس: ١ — أما شيعة أرسطاطاليس وفلاطن فانهم يرون أن بين المبدأ والأسطقس فصلا. وأما ثاليس الذى من أهل ملطيه فانه يرى أن المبدأ والأسطقس شىء واحد. والفصل بينهما كبير ٢ — وذلك أن الأسطقسات 〈مركبة؛ بينما المبادئ ليست مركبة أبدا. والأسطقسات مثل〉: الأرض والماء والهواء والنار. ويسمى مبدأ ما لم يكن شىء قبله، ولا كان عن شىء غيره. وما لم يكن كذلك لم يكن مبدأ، لكن يكون المبدأ ذلك الآخر الذى عنه كان ٣ — الأرض والماء والهواء والنار، وهو الله؛ لم يكن لها شىء قبلها عنه كانت؛ وهو أن الله خلق العنصر الذى ليس مصورا أو الصورة التى نسميها كمالا، وعدما. فظاهر إذن أن ثاليس قد أخطأ لما قال إن المبدأ هو الأسطقس.
[chapter 4: I 3]
পৃষ্ঠা ৯৭
فى المبادئ وما هى: ١ — أما ثاليس الملطى فانه قال إن الماء أول الموجودات. وقد يظن أن هذا الرجل أول من ابتدأ بالفلسفة، وبه سميت فرقة اليونانيين. فقد كان للفلسفة انتقال كثير، وهذا الرجل تفلسف بمصر، وصار إلى ملطية، وهو شيخ. ٢ — وهو يرى أن الكون كله من الماء، وينحل إلى الماء. ودعا〈ه〉 إلى أن توهم هذا أنه وجد مبدأ جميع الحيوان من الجوهر الرطب الذى هو المنى، فأوجب أن مبدأ جميع الأشياء من رطوبة. ٣ — ودليل ثان أيضا أنه وجد النبات بالرطوبة يغتذى ويثمر، وإنه إن عدمت الرطوبة جفت وبطلت. ودليل ثالث أن النار نفسها، أعنى حرارة الشمس والكواكب، تغتذى ببخار المياه، وكذلك العالم بأسره. وقد يرى أمرس الشاعر هذا الرأى إذ يقول إن: «أوقا آنوس كأنه عمل مولدا للكل». ٤ — وأما أنكسمندرس الملطى فانه يرى أن مبدأ الموجودات هو الذى لا نهاية له، وأن منه كان كل الكون وإليه ينتهى الكل. ولذلك يرى أنه تكون عوالم بلا نهاية، وتفسد فترجع إلى الشىء الذى عنه كان. ويقول إنه بلا نهاية، لئلا يلزم نقصان، ويكون دائما. ٥ — وقد أخطأ هذا الرجل من قبل أنه: ما هذا الذى لا نهاية له؟ هل هو هواء أو ماء أو أرض أو جسم آخر؟ وقد أخطأ أيضا من قبل أنه أوجب عنصرا يغفل العلة الفاعلة، وذلك أن الذى لا نهاية له ليس هو شىء غير العنصر، والعنصر لا يمكن أن يكون بالفعل إن لم تكون العلة الفاعلة موجودة. ٦ — وأما أنقسمانس الملطى فانه يرى أن مبدأ الموجودات هو الهواء، وأن منه كان الكل، وإليه ينحل. مثل النفس التى فينا، فان الهواء هو الذى يحفظها فينا. والروح ينبث فى العالم كله. — الروح والهواء يقالان على معنى واحد قولا متواطئا. ٧ — وهذا الرجل أيضا قد أخطأ إذ توهم أن يكون الحيوان من شىء بسيط ذى صورة واحدة وهو الروح والهواء. وذلك أنه غير ممكن أن المبدأ 〈يكون〉 عنصرا فقط أو يكون شيئا واحدا. لكن قد يحتاج إلى أن توضع معه العلة الفاعلة: مثل الفضة، فانه لا يكتفى بها وحدها فى أن تكون منها مشربة إن لم يكن معها الفاعل أعنى الصانع. وكذلك فى النحاس والخشب والعناصر الأخرى. ٨ — وأما أنقساغورس [و]لا زومانيوس فانه يرى أن مبدأ الموجودات هو المتشابه الأجزاء؛ وأن من الأشياء الممتنعة أو التى فيها إشكال أن يكون شىء من 〈لا〉 شىء ويتبدد شىء إلى 〈لا〉 شىء؛ وأنا نغتذى نحن الغذاء البسيط 〈الصحى〉 من الحنطة وشرب الماء القراح؛ ومن هذا الغذاء يتغذى الشعر والعروق والشريانات والأعصاب 〈والعظام〉 وباقى الأعضاء. ٩ — وإذا كان هذا هكذا، فقد يجب أن نسلم أن الكائنات إنما تكون بالغذاء الذى يغتذى به فى هذه الكائنات ويكون النماء. فيكون من الغذاء أجزاء مولدة للدم ومولدة للعرق والعظام والأجزاء الأخر التى تدرك عقلا. وليس ينبغى أن يطلب إدراك جميع الأشياء الحس، لكن نعلم أن من الأجزاء ما يدرك عقلا. ١٠ — من أجل أن أجزاء هذه الأعضاء المكونة عن الغذاء متشابهة الأجزاء، وجعلها مبادئ الموجودات، فتصير المتشابهات الأجزاء عنصرا. وجعل العلة الفاعلة، العقل المدبر للكل؛ وهو المبدأ لجميع الأشياء والمدبر لها. 〈١١ — وقد بدأ بأن قال هكذا: «كانت الأشياء كلها مختلطة: فجاء العقل وقسمها ورتبها»〉. وينبغى أن تقبل منه قوله، لأنه قد جمع إلى العنصر العلة الفاعلة. ١٢ — وأما أرسلاوس بن أبولودرس من أهل أثينه، فذكر أن مبدأ العالم هو ما لا نهاية له، ويعرض فيه التكاثف والتخلخل، فمنه ما يصير نارا، ومنه ما يصير ماء. ١٣ — وهؤلاء الفلاسفة بعضهم كان تاليا لبعض، وبهم استكملت فلسفة اليونانيين التى كان مبدؤها ومنشؤها من الرجل الذى كان كان يقال له ثاليس. ١٤ — وللفلسفة أيضا مبدأ آخر وهو من بوثاغورس بن منسارخس من أهل ساميا، وهو أول من سمى الفلسفة بهذا الاسم. وكان يرى أن المبادئ هى الأعداد والمعادلات، وكان يسميها تأليفات ويسمى المركب من جملة ذلك استقصات، ويسميها أيضا هندسات. ١٥ — وكان يحمل الواحدة، والثانية التى لا حد لها، فى المبادئ؛ ويرى أن أحد هذه المبادئ هى العلة الفاعلة الخاصية وهى الله عز وجل والعقل؛ والآخر هو العنصر القابل للانفعال وعنه كان العالم المدرك بحس البصر. ١٦ — وأن طبيعة العدد تنتهى إلى العشرة . وذلك أن كل اليونانيين وكل الأعاجم ينتهى عددهم إلى العشرة. وإذا صاروا إليها رجعوا إلى الواحدة. ويقول أيضا: ١٧ — إن العشرة بالقوة هى أيضا فى الأربعة وفى الروابع. والعلة فى ذلك أنه إذا اجتمعت الأعداد من الواحد إلى الأربعة استكمل عدد العشرة. فانه إن جمع الواحد والاثنان ثم زيد على ذلك ثلاثة وعلى جميع من ذلك أربعة استكملت العشرة. وكأن العدد: أما من الواحد فانه فى العشرة، وأما من طريق 〈القوة〉 فانه فى الأربعة. ١٨ — ولذلك كان البوثاغوريون يقولون إن فى الأربعة قسما عظيما ويأتون فى ذلك بشاهد من الشعر إذ يقول الشاعر: «لا وحق الرباعية التى تربى أنفسنا التى هى أصل كل الطبيعة التى تسيل دائما». ١٩ — كذلك النفس التى فينا مركبة من أربعة أشياء: وهى العقل، والعلم، والرأى، والحواس؛ ومنها تكون كل صناعة ومهنة، وبها كنا نحن أنفسنا، ٢٠ — والعقل هو الواحدة: وذلك أن العقل إنما يريد وحده. فانه وإن كان الناس كثيرا وهم فى نواح مختلفة ويكادون أن يكذبوا، فقد نعلم أنا نعقلهم إنسانا واحدا وفرسا واحدا، وإن كان الأفراس الجزئية لا نهاية لها. ٢١ — وهذه الأنواع كلها والأجناس كل نوع منها شىء واحد، وكذلك يكون لكل واحد منها حد يعينه، وهو أن يقال: حى صهال أو حى ناطق. ٢٢ — فلذلك جعل العقل الوحدة التى بها يعقل. فأما الثانية التى ليست محدودة فنحو ما جعلت العلم، وذلك أن كل برهان وكل إقناع 〈فمنه〉 ومع ذلك كل جامعة فإنما تجمع الشىء من الأشياء المعروف بها الشىء المختلف فيه، فيكون إذن العمل شيئا آخر بينا هو، ويدرك بتلك الأشياء. ٢٣ — وكذلك جعلت الثانية هى العلم. وإنما الرأى الثلاثية لأن الرأى لجماعة والثلاثة هى جماعة، كما قال الشاعر: يأيها الحنفاء المثلثون بالغبطة. 〈ولذا فان فيثاغورس لم يحتفل للثلاثية. ٢٤ — وفرقتهم سميت إيطاليقى، لأن فوثاغورس كان مقيما بايطالية، لأنه انتقل من سامس التى كانت موطنه لسبب تغلب بولوقراطيس المتغلب ( = المستبد) فانه لم يرض بذلك منه〉. ٢٥ — وأما يراقليطس وأباسس الذى ينسب إلى مطابنطيس، فذكرا أن مبدأ الأشياء كلها من نار وانتهاءها إلى النار؛ وإذا انطفأ النار تشكل بها العالم. ٢٦ — وأول ذلك أن الغليظ منه إذا تكاثف واجتمع بعضه إلى بعض صار أرضا. وإذا تحللت الأرض وتفرقت أجزاؤها بالنار صار منها الماء طبعا. وأيضا فان العالم وكل الأجسام التى فيه تحللها وتنيرها بالنار إذ هى المبدأ. ٢٧ — لأن منها يكون الكل وإليها ينحل ويفسد. ٢٨ — وأما أبيقورس 〈بن〉 ناوقليس من أهل آثينية الذى تفلسف فى أيام ديمقريطيس، فانه كان يرى أن مبادئ الموجودات أجسام مدركة عقلا، لا خلاء فيها ولا كون لها، سرمدية غير فاسدة، ولا يحتمل أن تكسر ولا تهشم، ولا يعرض لها فى شىء من أجزائها اختلاف ولا استحالة. وهى مدركة عقلا. فهى تتحرك فى الخلاء [فالخلاء]، يزعمان هذا الخلاء لا نهاية له. ٢٩ — وكذلك الأجسام لها هذه الثلاثة: الشكل والثقل والعظم. وأما ديمقريطيس فانه كان لزمها شيئين فقط وهما العظم والشكل. وأما أبيقورس فانه كان يضم إلى هذين الشيئين شيئا ثالثا وهو الثقل، وذلك أنه كان يرى أن حركة الأجسام يجب اضطرارا بالثقل بما يحدث عن الثقل من القرع. فانه إن لم يكن ثقل لم يكن حركة. ٣٠ — وإن أشكال الأجسام التى ليست متجزئة متدركة وليست غير 〈متناهية〉 وليست [لا] صنارية ولا مشتبكة ولا متحدة بالتثليث، ولا فى صورة الشعر، لأن هذه الأجسام متصلة التفتت. وأما اللاتى لا تجزأ فانها لا تقبل الانفعال ولا التفتت ألبتة، لكن لها أشكال تخصها تدرك عقلا. ٣١ — وقيل إنها لا تتجزأ، لا من قبل أنها فى غاية الصغر، لكن من قبل أنها لا تقبل الانفعال، ولا فيها خلاء. وهو إذا قال لا تتجزأ: فإنما يعنى أنها غير منفعلة ولا منكسرة، ولا خلاء فيها. ٣٢ — فأما أن أشياء لا متجزئة، فذلك ظاهر مثل الحيوانات والأسطقسات والخلاء والوحدة. ٣٣ — وأما أنبادقليس بن ماذن من أهل أقراغنتا فانه يرى الأسطقسات أربعة: وهى النار والهواء والماء والأرض. وأن المبادئ مبدآن: وهما المحبة والغلبة: أحدهما يفعل الإيجاد والآخر يفعل التفرقة. ٣٤ — فانه قال بهذا اللفظ: إن أصول الأشياء كلها أربعة وهى: زواس الأسى، والأيرا الذى يعطى الحياة، وائيدونيوس وفسطس التى تبل بدموعها السيالة. ٣٥ — وهو يعنى بقوله: «زواس»: الحرارة والغليان؛ ويعنى بقوله «ايرا التى هى مسيلة بالحياة»، الأرض؛ ويعنى بقوله: «ايدون»: الهواء؛ ويعنى بقوله «نيسطس» 〈و〉«السيلان البشرى»، الروح الإنسانى والماء. ٣٦ — وأما سقراط بن سفرنسقس من أهل أثينية وأفلاطن بن أرسطو〈ن〉 فان رأيهما فى جميع الأشياء رأى واحد. وهما يريان المبادئ ثلاثة وهى: 〈الله والعنصر (الهيولى) والصورة. ٣٧ — والله〉 هو العقل؛ والعنصر هو الموضوع الأول للكون والفساد؛ والصورة جوهر، لا جسم له، فى التخييلات والأفكار المنسوبة إلى الله عز وجل: وأما العلة الأولى فهو عقل هذا العالم. ٣٨ — وأما أرسطاطاليس بن تقوماخس من أهل اسطاجرا فانه يرى أن المبادئ هى: الصورة، والعنصر، والعدم، والاستقصات الأربعة، وجسم خامس هو الأثير غير مستحيل. ٣٩ — وأما زينون بن مانساوس من أهل قيطس فانه كان يرى أن المبادئ هى الله عز وجل، وهو العلة الفاعلة؛ والعنصر وهو المنفعل. وأن الأسطقسات أربعة. [وفرقتهم سميت إيطاليقى لأن فوثاغورس كان مقيما بايطالية لأنه انتقل من سامس التى كانت موطنه لسبب تغلب بولوقراطيس المتغلب فانه لم يرض بذلك منه].
[chapter 5: I 4]
كيف قوام العالم: ١ — إن قوام العالم فى شكله كان على هذه الجهة: لما كانت حركة الأجساد التى لا تتجزأ غير مدبرة وعلى ما يخرج من الاتفاق، وكانت حركتها حركة سريعة متصلة إلى شىء واحد، فاجتمع أجسام ما كثيرة فى موضع واحد، وصار لها أشكال ومقادير مختلفة. ٢ — ولما اجتمع بعضها إلى بعض، 〈فان ما كان منها كبيرا ثقيلا سقط إلى أسفل و〉 ما كان منها صغيرا مقوسا أملس سريع التقلب عند اجتماعها فارتفع إلى فوق. ٣ — ولما ضعفت القوة الجاذبة إلى فوق، وكانت هذه الأجسام بمبلغ من الانحدار إلى أسفل، اجتمعت إلى المواضع التى تتهيأ لها أن تقبلها. وهذه المواضع هى التى فى الجوانب المستديرة، فاستدارت جملة الأجسام، وانعطف بعضها إلى بعض، فكان من ذلك جرم السماء. ٤ — والأجرام التى لا تتجزأ لما كانت من هذه الطبيعة وكان فيها اختلاف كثير، حدث عنها طبيعة الكواكب، وذلك عند ارتفاعها إلى فوق واشتمال بعضها لبعض. وكان بخار الأجرام التى تتجزأ يفرغ الهواء ويعصره، فيحدث عنه روح بالحركة، واشتمل على الكواكب فأدارها وحفظ دورانها فى العلو على صورته. ٥ — ثم من بعد ذلك تكورت الأرض من الأجزاء التى رسبت، فصار السماء والنار والهواء من الأجزاء التى ارتفعت. ٦ — ولما اجتمع كثير فى الأرض والتف بعضها ببعض وتكاثفت بالقرع الذى ينالها من الهواء وشعاعات الكواكب انعصرت منها الأجزاء اللطيفة وتولدت عنها الطبيعة الرطبة سيالة — انتصبت إلى المواضع المقعرات من الأرض التى يمكنها أن تحتوى على الماء وأن تصير على ثباته فيها. والماء أيضا بثباته فيه زاد فى تقعرها وبقية المواضع التى تحتها. وعلى هذه الجهة كان كون أعظم أجزاء العالم.
পৃষ্ঠা ১০৫
[chapter 6: I 5]
هل الكل واحد: ١ — أما الرواقيون فانهم ذكروا أن العالم 〈واحد〉 وقالوا إنه الكل وقالوا إنه مجسم. ٢ — وأما أنبادقليس فانه كان يرى أن العالم واحد، إلا أن الكل ليس هو العالم وحده فقط، لكن جزء يسير من الكل، وباقى الكل عنصر معطل. ٣ — وأما أفلاطن فانه استدل على أن العالم واحد وأن الكل واحد من ثلاث جهات وهى: أنه لا يكون كاملا إن لم يشتمل على الكل؛ وأنه لا يكون متشابها للميل الذى له إن لم يكن واحدا، وانه لا يكون غير فاسد إن كان شىء خارج عنه. ٤ — وقد يتهيأ أن يقال لفلاطن إن العالم ليس 〈بكامل〉 وأنه لا يشتمل على الكل 〈على أنه يلاحظ من جهة أخرى أن الشىء يمكن أن يكون كاملا دون أن يشتمل على الكل: لأن الإنسان يقال عنه إنه كامل، ومع ذلك فانه لا يشتمل على الكل〉 وأن المثالات قد توجد كثيرة كالتى توجد للأصنام 〈والمنازل〉 وفق التزاويق وكيف يمكن أن يكون 〈كاملا، إذا كان〉 خارجه شىء يربطه! وليس هو غير فاسد ولا يمكن أن يكون كذلك، إذ كان مكونا . ٥ — وأما مطرودرس فانه كان يقول إنه من المنكرات 〈أن〉 تنبت سن〈بلة〉 واحدة فى صحراء واسعة، وأن يكون عالم واحد فيها لا نهاية له. ٦ — وأما أن تكون الكثرة 〈فى العالم لا〉 نهاية لها، فذلك ظاهر، وذلك أنه 〈توجد علل لا نهاية لها؛ لأنه إذا كان العالم لا متناهيا وكانت العلل المركب منها لا نهاية لها فلا بد أن تكون ثمت كثرة من اللامتناهيات لأنه حيثما كانت العلل كلها، تكون المعلولات كلها〉 وأن كان العالم متناهيا فإن العلل هى إما الأجزاء التى لا تتجزأ، 〈أو العناصر〉.
পৃষ্ঠা ১০৬
[chapter 7: I 6]
পৃষ্ঠা ১০৭
كيف وقع فى أفكار الناس وجدان الله عز وجل: ١ — إن الرواقيين يحدون الجوهر 〈الإلهى〉 بأنه روح عقلى، نارى، ليس له صورة، وأنه يقدر أن يتصور بأى صورة أراد، ويتشبه بالكل. ٢ — ووقع ذلك فى أفكارهم: أما أولا فمن قبل جنس الظاهرات، إذ كان عندهم أنه ليس شىء من الحيوان باطلا، ولا بالاتفاق، ولكن بعلة ما صانعة له. وقد يظهر أن العالم حسن فى شكله وفى لونه وفى عظمه وفى اختلاف رتبة الكواكب. ٣ — وذلك أن شكل العالم كرى، والشكل الكرى يتقدم على جميع الأشكال، لأنه وحده تتشابه أجزاؤه وذلك أنه مستدير وأجزاءه مستديرة: ولذلك على رأى أفلاطن صار العقل الرئيسى فى الرأس. ٤ — ولون العالم أيضا اسمانجونى وهو صقيل فى كيفيته، ولذلك يرى لونه فى الهواء على بعد مسافة. وهو أيضا عظيم 〈فى جماله〉 جدا، وذلك أن الأشياء المتجانسة أفضلها ما كان محتوى عليها. وجمال العالم ظاهر أيضا فيما يرى فيه من الحيوانات والنبات والأشجار وغير ذلك. ٦ — 〈ومما يزيد فى بهاء العالم ما يبدو لنا فيه〉. وأما الفلك المائل الذى فى السماء فمن البين أنه زين بصور مختلفة. فان فيه، على ما قال الشاعر: صورة السرطان، ويتلوه الأسد، وبعده الجارية البكر، ثم العقرب، والرامى بالقوس، وبعده الجدى، 〈و〉مسكب الماء، ويتلوه سمكتان لكوكبين، وبعدهما كبش، وبعده ثور، وبعد الثور توأمان ٧ — وصور أخر كثيرة على مشابهة ما يوجد فى العالم. ولذلك قال أوربيدس إن السماء المكوكبة نور على الزمان، وجمال سفير من صنعة صانع حكيم ٨ — فوقع من ذلك وجدان الله فى الأفكار. وذلك أن الشمس والقمر وباقى الكواكب إذا اتحركت الحركة التى تخصها كان طلوعها فى صورة ثابتة على حال واحدة وألوان واحدة ومقادير متساوية فى أماكن وأزمان هى بأعيانها. ٩ — وكذلك الذين وضعوا لنا كتاب وصفوا لنا ذلك من ثلاثة ألوان: أحدهما طبيعى، والثانى على طريق الأمثال، والثالث على الطريق المأخوذ عن النواميس. والأمر الطبيعى يدبره ويتقلده الفلاسفة. وأما الأمر الذى يجرى مجرى الأمثال فمأخوذ من الشعراء. وأما الأمر المأخوذ عن النواميس فانه موجود فى كل مدينة. ١٠ — وجميع هذا الذى ذكرنا يدخل سبعة أقسام: الأول منها من الظاهرات إلى العلو، فانه وقع وجدان الله فى الأفكار من الكواكب الظاهرة. فانهم لما وجدوا هذه الكواكب عللا لاتفاق عظيم ورأوها مرتبة ويكون عن ترتيبها نهار وليل وشتاء وصيف وتحيا بها الحيوانات الأرضية و〈غير〉 ذلك ١١ — ظن بها أن السماء تقوم لها مقام الأب، وأن الأرض تقوم لها مقام الأم، من قبل أنها تقبل ذلك وتولد منه. ولما رأوا الكواكب تتحرك ذاتيا وتنير وأن الشمس والقمر علة بصر، 〈جعلوا منهما أسماء آلهة، وهى مشتقة من كلمة «ثيين Θέειν»〉. ١٢ — وأما الثانى والثالث فمن جهة الضر والنفع؛ والنافعة منها المشترى، والتى تسمى ايرا، واراميس، وديمطرا؛ وأصحاب الضر الذين يسمون هم بوناس وارنيواس والمريخ — وينتمى اليها أنها إذا اشتركت كانت الأمور بها عسرة مكروهة ١٣ — وجعلوا زيادة على ذلك رابعا وخامسا وهى معانى الأشياء والانفعالات التى تعرض بسببها مثل العشق والحب، فانهم أضافوه إلى الزهرة، ونيل الرجاء، فانهم أضافوه إلى اريميا. ١٤ — وأما السادس فانهم أخذوه من شىء افتعلته الشعراء وذلك أن اسيودس أراد أن يجعل جميع الكائنات إنما تولدت عنه فولدت فى ذلك أجنن أربعة أى الذين يسمون: قويون وقريون وهو بريون وإيابتون ولذلك سمى مثلا. ١٥ — وأما السابع وهو آخر〈ها〉 فانه مأخوذ من المنافع المشتركة الموجودة فى العالم من إكرام هؤلاء الذين يصورون الناس مثل ارقليس ومثل ديسقرس ومثل ديونسيس وذكروا أنهم فى صورة الناس، إلا أن الجواهر الإلهية أعلى وأفضل من جميع الأشياء. والإنسان أفضل جميع الحيوان لأنه مزين بالفضائل زينة كبيرة مختلفة. فرأوا أن الأجود أن يشبه من كانت له السابقة فى فضل الجزء أفضل الحيوان.
[chapter 8: I 7]
পৃষ্ঠা ১১০
ما الاله: ١ — إن بعض الأولين مثل دياغورس الذى من أهل ملطية وثادورس الذى من قورينى واويمارس من تيجيا ينكرون وجود الآلهة إنكارا مطلقا: وأويمارس وكذلك كليماخوس الذى من قورينى يومئ إليه فى شعره إذ يقول «هلموا يا أهل البحار حتى تصيروا إلى أمام السور، فتنظروا إلى شيخ عتيق خلقه زاوس يكتب كتبا باطلة جائرة»، يعنى بذلك كتبه فى بطلان الإله. ٢ — وأما اريابيدس صاحب الأغانى فانه لم يحب أن يفصح بذلك فرقا من أريوس فاغس. إلا أنه أومأ إليه على هذه الجهة وذلك أنه جعل سسوفس〉 كالفم 〈ل〉هذه المقالة، وسدد رأيه إذ يقول: «إنه قد كان زمان وكانت 〈الحياة〉 فيه بغير نظام ولا ترتيب، 〈و〉ما كان سبقنا 〈كان〉 خادما للأقوياء» وذكر بعد ذلك بطل الفجور بوضع النواميس. ومن أجل أن النواميس إنما كان تقدر على أن تبطل ما كان من الجور ظاهرا، أو كان 〈كثير〉 بين الناس يستعمل العلم استعمالا خفيا، قصد رجل حكيم إصلاح ذلك بأن حمى عن الحق بباطل وضعه، وأقنع الناس باله حى باق أبدا يسمع ويبصر ويحس بجميع الأشياء ويعنى بها جدا. ٣ — وما يشهد على ذلك المثل السائر عند الشعراء فيما ذكر كليماخس إذ يقول: «إن كنت تعقل آلها فينبغى أن تعلم أنه قادر على أن يفعل [كل ما ينفعل]» وذلك أن الله [عز وجل] لا يفعل كل الأشياء، لأنه لا يجعل الثلج أسود، ولا النار باردة، ولا الليل نهارا ولا ينبغى أن يكون القائم قاعدا، وعكس ذلك. ٤ — فأما أفلاطن الكبير الصوت فانه لما قال إن الله [عز وجل] خلق العالم — أوجب أن خلقه إياه كان على مثال تصوره، على ما يقول الشعراء الأولون أصحاب القوموديا القديمة. ولو لم يكن، فكيف كان يتهيأ أن يكون كون على الصورة التى هو عليها؟! ٥ — وأما أنا〈كسا〉غورس فأنه قال إن الأجسام كانت أولا فى المبدأ واقفة، وأن العقل (هو الإله) رتبها، وجعل لها تولدا على مثال ثبات. ٦ — وأما أفلاطن فانه لم يضع الأجسام الأول واقفة، لكنه وضعها متحركة حركة غير منتظمة، وأن الإله رتبها بالنظام، إذ كان النظام والترتيب أفضل من لا نظام ولا ترتيب. ٧ — وقد وقع فى القولين جميعا خلل من قبل أنه قال: إن الإله مدبر أمور الناس وإنه شبههم صنع الخلق. وذلك أن الحى، الذى لا يقبل الفساد، الممتلئ من جميع الخيرات، الذى لا يقبل شيئا من الشر ألبتة إذ كان يقينا بالسعادة التى تخصه والسرمدية، لا يليق به هذا التدبير من تدابير الناس. ولو كان ذلك لكان متعوبا كالصانع التعب والحمال المثقل والمهموم بما يعمل. ٨ — وأيضا يقال لهم: هل الإله فى قولكم لم يكن لما كانت الأجسام غير متحركة، ولما كانت متحركة على غير نظام؟ أو كان نائما، أوساهيا؟ وليس شىء من هذه الأقاويل جائزا عليه، وذلك أن الأول منها غير مقبول. لأن الله [عز وجل] أزلى؛ وكذلك الثانى، لأنه لو كان نائما فى الدهور الماضية كان ميتا، لأن الموت ليس هو شىء غير نوم الدهر، والله [عز وجل] لا يقال عليه إنه يقبل النوم. ٩ — وذلك أن الذى لا يموت، وهو بعيد من النوم لا يقبل ذلك، ولو قبله لم يكن محمودا ولا كان أول الخير. ولو كان ناقصا فى السعادة لم يكن مغبوطا وكان منقوصا، فاعلا أفعالا باطلة. ١٠ — ولو كان يدبر حركات الناس، فلماذا كان يرى فيها الشرير مسعودا والفاضل مرذولا معتلا؟ فان أغاممنن هو، على ما قال الشاعر «ملك خير قوى 〈بارز فى الحرب〉» لفاجر وفاجرة [و]قتل بحيلهما. كذلك أورقليس، قرابته، فانه ينقذ العالم من أشياء كثيرة مفسدة [و]للناس 〈قد دس له دايانيرا ال〉 سم فقتل. ١١ — وأما ثاليس فكان يرى أن الله [عز وجل] هو عقل العالم. ١٢ — وأما انقسمندرس فكان يرى أن السموات إلى ما لا نهاية لها هى آلهة. ١٣ — وأما ديمقريطس فكان يرى أن الإله هو العقل، وأن نفس العالم نار كسرى. ١٤ — وأما فوثاغورس فكان يرى أن المبادئ منها الواحدة، وهى الإله والخير، وأنها طبيعة الواحد وهى العقل؛ وأن الثانية التى لا حد لها هى التى تسمى دوادا وهى الشر؛ وفيها الكثرية العنصرية، والعالم المبصر. ١٥ — وأما سقراط وفلاطن فانهما يقولان إن الله [عز وجل] هو الواحد البسيط الذى لا علة له، الذى هو واحد، عدل، الذى وحده على الحقيقة موجود؛ وهذه الأسماء كلها تنتهى إلى العقل؛ فهو عقل مفارق الصور، غير مخالط العنصر ألبتة، ولا مشارك شيئا، ولا مما يقبل التأثير. ١٦ — وأما أرسطوطاليس فانه يرى أن الإله الأعلى مفارق للصور، يحوى كرة الكل، التى هى جسم أثير، وهى العنصر الخامس الذى نسميه الأعظم، وهو مقسوم بالأكر. وهذه الأكر أما بالطبع فهى متصلة متحدة، وأما بالعقل والفكر فانها منفصلة. وإن كل واحدا من هذه الأكر حى مركب من نفس وجسم؛ فالجسم منها هو الأثير. فتحركه حركة دورية. وأما النفس فانها نطق عقل غير متحرك، وهى علة الحركة بالفعل. ١٧ — وأما الرواقيون فانهم على الأمر المشترك يقولون إنه نار صناعى يسلك طريق كون العالم ويحتوى على المناسبات التى للدرع التى بها يكون كل واحد على مجرى التجسيم. وأنه روح ينفذ فى كل العالم. وكانوا ينقلون الأسماء إلى العنصر الذى ينفذ فيه. وكانوا يسمون العالم والكواكب والأثير بهذا الاسم؛ والذى هو أعلى من ذلك أجمع وهو فى الأثير كانوا يسمونه العقل. ١٨ — وأما ابيقرس فانه يرى أن الآلهة فى صورة الناس، وأنهم مبصرون بالعقل للطافة طبيعة جواهرهم. وكان يقول بأربع طبائع أخر غير قابلة للفساد فى جنسها وهى هذه: الأجزاء التى لا تتجزأ، والحلاء، وما لا نهاية له، والمتشابهات، وهى تسمى متشابهات الأجزاء وتسمى اسطقسات.
পৃষ্ঠা ১১৪
[chapter 9: I 8]
فى القوة العالية التى يسميها اليونانيون دامونن وايراون: ١ — وقد يتبع القول فى الإله القول فى الذين يسمون دامونن والذى يسمون ايراون. ٢ — فان ثاليس وفوثاغورس وفلاطن والرواقيون يقولون إن دامونن هى جواهر نفسانية، وايراون هى الأنفس المفارقة للأبدان. فالخيرة منها هى الأنفس الفاضلة، والشريرة منها هى الأنفس الرديئة. ٣ — وأما أبيقورس فانه لا يقول بشئ من هذا.
[chapter 10: I 9]
فى العنصر: ١ — العنصر هو الموضوع لأول كون وفساد وللتغييرات الأخر. ٢ — وأصحاب ثاليس وفوثاغورس والرواقيون يقولون فى العنصر إنه بأجمعه متغير مستحيل سيال متنقل. ٣ — وأما أصحاب ديمقريطس فانهم يقولون إن العنصر الأول غير قابل للتأثير وهو: التى لا تتجزأ، والخلاء، وما ليس بجسم. ٤ — وأما أرسطوطاليس وأفلاطن وأصحابهما فأنهم يقولون فى العنصر إنه مجسم، لا صورة له، ولا مثال، ولا شكل ولا هو فى 〈طبيعته توجد〉 كيفية له: فاذا قبل الصورة كان كالحاضنة والأم والطينة للأشياء. ٥ — وأما الذين يقولون فى العنصر إنه ماء، أو نار، أو أرض، أو هواء فليس يقولون إنه ليس بذى صورة، لكن يقولون إنه جسم. فأما الذين يقولون إنه ما لا جزء له، وإنه غير متجزئ فهم يوجبون أنه لا صورة له.
[chapter 11: I 10]
পৃষ্ঠা ১১৫
فى الصورة: ١ — الصورة هى جوهر لا جسم له، وهى فى ذاتها لا قوام لها، لكنها تعطى العناصر التى لا صورة لها صورا، وتكون علة لتصييرها مبصرة. ٢ — فأما سقراط وأفلاطن فانهما كانا يريان الصور جواهر مفارقة للعنصر ثابتة فى الفكر فى التخييلات المنسوبة إلى الإله، أعنى العقل. ٣ — وأما أرسطوطاليس فانه كان يرى وجود الأنواع والصور، إلا إنها لم تكن عنده مفارقة للعنصر الذى عنه كان ما يحويه الإله. ٤ — وأما الرواقيون الذين من شيعة زينون فانهم كانوا يرون أن الصورة هى شىء يقع فى أفكارنا نحن وتخيلاتنا.
[chapter 12: I 11]
فى العلل: ١ — العلة هى التمام الذى يعرض منه شىء ما. ٢ — وأفلاطن يقول إن العلة تكون على ثلاثة جهات وهى: الذى به، والذى منه، والذى إليه. وأحراها بذلك: هو «الذى به»، وهو العلة التى هى العقل. ٣ — وأما فوثاغورس وأرسطاطاليس فانهما يريان 〈أن〉 العلل الأول 〈ليست ب〉أجسام. وأما الذى بمشاركة أو بعرض فإنها أجسام. وعلى هذا الطريق صار العالم جسما. ٤ — وأما الرواقيون فانهم يرون أن جميع العلل جسمانية، لأنها أرواح.
[chapter 13: I 12]
পৃষ্ঠা ১১৬
فى الاجسام: ١ — الجسم هو ذو الثلاثة أبعاد التى هى الطول والعرض والعمق. وأيضا الجسم هو عظيم ذو ثخن فى ذاته، مدرك باللمس. وأيضا الجسم هو ما ملأ مكانا. ٢ — وأفلاطن يرى أن الجسم فى طبيعته إذا كان فى المكان الذى يخصه فهو لا ثقيل ولا خفيف. فأما إذا كان فى غير المكان الذى يخصه فانه يكون مائلا ما، وبهذا الميل يتحرك. ٣ — وأما أرسطو فيرى أن أثقل الأشياء الأرض بالقول المطلق، وأخفها النار. وأما الهواء والماء فأحوالهما مختلفة. ٤ — أما الرواقيون فانهم يرون أن اثنتين من الاسطقسات الأربعة خفيفتان، وهما النار والهواء؛ واثنتين ثقيلتان، وهى الماء والأرض؛ وأن الحفيف هو الذى يرتفع على الموضع، وأن الثقيل هو الذى يميل إلى الأوسط، وأن الأوسط بنفسه لا ثقيل ولا خفيف. ٥ — وأما أفيقورس فانه كان يرى أن الأجسام 〈ليست〉 مدركة؛ وأن الأولى منها بسيطة. فأما الممتزجة من تلك الأول فان كلها 〈لها〉 ثقل؛ وأن الذى لا يتجزأ يتحرك تارة على استقامة وقيام، وتارة على ميل وانعطاف. فأما المتحركة علوا فان حركتها بدفع وارتعاش.
[chapter 14: I 13]
فى الاصاغر: ١ — إن أنباذقليس يرى أن قبل الأسطقسات الأربعة أربعة أسطقسات أخر أصاغر، متشابهة الأجزاء 〈كلها مستديرة. ٢ — وأيراقليطوس قال بنوع من〉 أصاغر غير متجزئة فى غاية الصغر.
[chapter 15: I 14]
فى الاشكال: ١ — الشكل هو بسيط ورسم ونهاية لجسم. ٢ — وأصحاب بوثاغورس يرون أن أشكال الأسطقسات الأربعة كرية، خلا النار العليا، وأنها فى شكلها صنوبرية.
[chapter 16: I 15]
فى الالوان: ١ — اللون هو كيفية للجسم، مدركة بحس البصر. ٢ — وكان البوثاغوريون 〈يسمون〉 بسيط الجسم لونا. ٣ — وأما أنباذقليس فكان يرى أن اللون هو الشىء الذى يقع على شعاعات البصر. ٤ — وأما أفلاطن فانه كان يرى أن اللون هو التهاب فى الأجسام له أجزاء مشاركة البصر. ٥ — وأما زينون الرواقى فكان يقول إن الألوان هى أول أشكال العنصر. ٦ — وشيعة بوثاغورس تقول إن أجناس الألوان: الأبيض، والأسود، والأصفر، والأحمر؛ وإن فصول الألوان تحدث عن تكاثف امتزاج الأسطقسات، وإن اختلافها فى الحيوانات على قدر اختلاف الأمكنة والهواء.
পৃষ্ঠা ১১৭
[chapter 17: I 16]
فى تجزئة الاجسام: ١ — إن شيعة ثاليس وبوثاغورس يرون أن الأجسام قائمة الانفصال وأنها تتجزأ دائما بلا نهاية. ٢ — وأما الذين يقولون إنها لا تتجزأ فأنهم يقولون ويوجبون للتجزئ وقوفا، وإنه لا يكون بلا نهاية. ٣ — وأما أرسطو فانه يرى أن التجزئة: أما بالقوة فبلا نهاية، وأما بالفعل فليست بلا نهاية.
[chapter 18: I 17]
فى الاجتماع والامتزاج: ١ — أما الأولون فأنهم كانوا يرون أن اجتماع الأسطقسات كان باستحالة. ٢ — وأما شيعة انقساغورس و〈د〉مقرطس فكانوا يرون أن ذلك على المجاورة فى الوضع. ٣ — وأما أنباذفليس فكان يرى أن امتزاج الأسطقسات من أجزاء صغار هى أصغر الأشياء، وكأنها أسطقسات للاستقصات. ٤ — وأما أفلاطن فإنه يرى أن الأجسام الثلاثة هى: النار والهواء والماء، يستحيل بعضها إلى بعض، وأن الأرض لا تستحيل إلى شىء منها، وهو يسميها أجساما ولا يرى أن يسميها الأسطقسات.
[chapter 19: I 18]
পৃষ্ঠা ১১৮
فى الخلاء: ١ — إن الطبيعيين جميعا أصحاب ثاليس إلى أفلاطن، كانوا 〈لا〉 يعترفون بالخلاء. ٢ — وأما أنباذقليس فانه كان يرى أنه ليس فى العالم شىء خال ولا زائد. ٣ — وأما لوقبس ودمقرطس وديمطريس ومطرودورس وأبيقورس فانهم كانوا يرون أن التى لا تتجزأ غير متناهية فى الكثرة، وأن الخلاء غير متناه فى العظم. ٤ — وأما الرواقيون فكانوا يرون أن داخل العالم لا خلاء فيه، وأن خارج العالم خلاء لا نهاية له. ٥ — وأما أرسطو فانه يرى أن خارج العلام من الخلاء بمقدار ما تتنفس السماء إذا كانت نارية.
[chapter 20: I 19]
فى المكان: ١ — أما أفلاطن فانه يرى أن المكان هو القابل للصور الذى نسميه على المجاز عنصرا، وهو عنده كالشىء القابل المختصر. ٢ — و〈أما〉 أرسطوطالس فانه يرى أن المكان هو نهاية المحتوى الذى يماس ما يحتوى عليه.
[chapter 21: I 20]
فى الفضاء: ١ — أما الرواقيون وأبيقورس فانهم يرون أن 〈بين〉 الخلاء والمكان والفضاء فصلا، وأن الخلاء هو الفراغ من جسم، وأن المكان هو المحتوى على الجسم، وأن الفضاء هو المحتوى فى جزء ما مثل خابية النبيذ.
[chapter 22: I 21]
فى الزمان: ١ — فوثاغورس يرى أن الزمان هو الكرة المحيطة. ٢ — وأما أفلاطون فيرى أن الزمان هو مثال للدهر متحركا 〈أو〉 فترة لحركة العالم. ٣ — وأما أرسطوطاليس فانه يرى أنه عدد حركة الفلك. ٤ — وأما اراطوستانيس فانه يرى أن الزمان هو طريق العالم.
পৃষ্ঠা ১১৯
[chapter 23: I 22]
فى جوهر الزمان: ١ — أفلاطون يرى أن جوهر الزمان هو حركة السماء. ٢ — أما أكثر الرواقيين فانهم يرون أن جوهر الزمان هو الحركة نفسها. وأكثرهم يرون أن الزمان لا كون له: وأما أفلاطون فانه يرى للزمان كونا فى الوهم.
[chapter 24: I 23]
فى الحركة: ١ — أما فوثاغورس وأفلاطن فانهما يريان 〈أن〉 الحركة هى اختلاف وتغيير يعرض فى العنصر. ٢ — وأما أرسطوطالس فانه يرى أن الحركة تمامية المتحرك. ٣ — وأما ديمقرطس فانه يرى نوعا واحدا من الحركة هو الحركة التى تكون تبعا للدفع والتصادم. ٤ — وأما أبيقورس فيقول بنوعين 〈و〉 أن أحد أجناس الحركة 〈هى〉 التى تكون على الاستواء 〈والأخرى هى التى تكون〉 على الميل. ٤ — وأما أيروفليس فانه يرى أن من الحركة ما يدرك عقلا، ومنها ما يدرك حسا. ٥ — وأما أرفليطس فانه كان يبطل الوقوف والسكون من الشكل. وكان يرى أن ذلك من شأن الموات. وكان يرى أن الحركة السرمدية هى للجواهر السرمدية، وأن الحركة الزمانية للجواهر الفاسدة.
[chapter 25: I 24]
পৃষ্ঠা ১২০
فى الكون والفساد: ١ — إن برمانيدس وما لسس وزينون كانوا يبلطون الكون والفساد، لأنهم كانوا يرون أن الكل غير متحرك. ٢ — وأما أنباذقليس وأبيقرس وجماعة الذين يرون أن العالم كان باجتماع الأجسام اللطيفة فانهم يوجبون اجتماعا وتفرقا، لأنهم لا يوجبون كونا وفسادا، وذلك أنهم يرون أن الكون لم يكن باستحالة بالكيفية، لكن باجتماع فى الكمية. ٣ — وأما فوثاغورس وجماعة الذين أوجبوا العنصر أنه منفعل، فأنهم أوجبوا كونا وفسادا على الحقيقة. وذلك أنهم رأوا أن الكون إنما يكون من تغير الأسطقصات وانتقالها.
[chapter 26: I 25]
فى الضرورة: ١ — أما ثاليس فانه يرى أن الضرورة هى من الأشياء التى فى غاية القوة، لأنها تقوى على الكل. ٢ — وأما بوثاغورس فانه يقول إن الضرورة شىء موضوع فى العالم. ٣ — وأما برمانيدس وديمقريطس فانهما كانا يريان كل الأشياء فبالضرورة كانت، وأن الضرورة هى البخت، وهى الانتقام، وهى السياسة وهى فاعل الكل.
[chapter 27: I 26]
পৃষ্ঠা ১২১
فى جوهر الضرورة: ١ — وأما أفلاطون فانه ينسب بعض الاشياء إلى السياسة، وبعضها إلى الضرورة. ٢ — وأما أنباذقليس فانه يرى أن جوهر الضرورة علة تستعمل المبادئ والأسطقسات. ٣ — وأما ديمقرطس فانه يرى أنه الصلابة والفساد وقرع العنصر 〈٤ — وأما أفلاطن فانه يرى أن جوهر الضرورة هو مرة العنصر، ومرة الوصلة التى بين الفاعل وبين العنصر〉.
[chapter 28: I 27]
فى البخت: ١ — إن ايراقليطس يرى أن الأشياء بالبخت وأن البخت هو الضرورة. ٢ — وأما أفلاطون فانه يوجب البخت فى الأمور الانسانية والسير ويدخل مع ذلك العلل التى من قبلنا. ٣ — وأما الرواقيون فانهم يوافقون أفلاطون ويقولون بعلة قاهرة غير مغلوبة. وأما البخت فانه تساتل علل مرتبة؛ وفى هذا الترتيب يدخل ما يكون من جهتنا، فيكون بعض الأشياء على مجرى البخت، وبعضها تابعا لما يكون على مجرى البخت.
[chapter 29: I 28]
পৃষ্ঠা ১২২
فى جوهر البخت: ١ — ان أيرقليطس يرى أن جوهر البخت هو النطق العقلى الذى ينفذ فى جوهر الكل وهو الجسم الأثيرى الذى هو زرع لتكوين الكل. ٢ — وأما أفلاطن فانه يرى أنه نطق عقلى سرمدى وناموس سرمدى بالطبيعة للكل. ٣ — وأما خريسبس فانه يرى أن ذلك قوة روحانية وترتيب مدبر للكل وإنما يقول فى «الحدود» إن البحث هو نطق عقلى لما فى العالم مدبرا بالسياسة، ونطق عقلى به كان ما كان وبه يكون ما يكون وبه هو ما هو. ٣ — وأما الرواقيون فانهم يقولون إنه نظام العلل، أعنى ترتيبها وما يتبع ترتيبها. ٥ — وأما بوسيدونيوس فان يرى أنه معنى ثالث، وذلك أنه يجعل الأول زاوس، والثانى الطبيعة، والثالث البخت.
[chapter 30: I 29]
فى الاتفاق: ١ — أفلاطن يرى فى الاتفاق أنه علة فى المختارين يعرض باتباع. ٢ — وأما ارسطوطاليس فيرى أنه علة تعرض خفية لاثبات لها، تعرض فى الأشياء التى تكون بالبخت لسبب ما. ٣ — وبين الشىء الذى يكون باتفاق، والشىء الذى يكون من ذاته — فصل، وذلك أن الشىء الذى يكون باتفاق 〈إنما يقع فى الأفعال وحدها〉 وقد يكون بذاته؛ 〈أما ما يكون بذاته〉 فانه لا يكون بالاتفاق، وذلك أنه خارج عن الأفعال. والاتفاق يكون فى الحيوان الناطق 〈لا فى〉 الحيوان غير الناطق 〈أو〉 فيما لا نفس له. وأما ما يكون من ذاته فان كونه فى الحيوان الذى ليس بناطق وفى الأجسام التى لا نفس لها. ٤ — وأما أبيقورس فيرى أن الاتفاق علة لاثبات 〈لها〉 لا فى الوجه ولا فى الزمان ولا فى المكان. ٥ — وأما أنكساغورس والرواقيون فانهم يقولون فى الاتفاق إنه علة غير معروفة عند الأفكار [و]الانسانية؛ وذلك أن المكونات منها ما هو بالضرورة، ومنها ما هو بالبخت، ومنها ما هو باختيار، ومنها ما هو بالاتفاق، ومنها ما بذاته فقط.
পৃষ্ঠা ১২৩