قالت: «كل الناس أبناء ناس». فضحكت، فقال: «أعنى أنك تشعرين بكرامة تحرصين عليها».
قالت: «هل أنا الوحيدة التى تفعل ذلك»؟ قال: «أعترف أنى انهزمت ... عندى كلام كثير ... حجج ... ولكنى أوثر الهزيمة ... فما قولك أن نكون صريحين»؟
فضحكت.. ولم يكن ضحكها مسرورا، بل عن شعور بالضعف وبالاضطراب الذى أدركت أنه سيدفعها إلى الاعتراف بكل ما فى نفسها، فقال: «قولى لى اسمك الحقيقى.. سأحتفظ به».
فأقرت من حيث تريد المكابرة، وقالت: «ولكن ما الفرق بين اسم واسم..؟ كله اسم».
قال: «ها.. لقد صح ظنى، والآن اسمك الحقيقى. لقد وعدتك بكتمانه فهل تستطيعين أن تثقى بى»؟ قالت: «نعم، ليلى» قال: «ليلى، ليلى ماذا». قالت: «ألا تعفينى؟ لست أشعر أنى أستطيع المقاومة إذا ألححت ارحم ضعفى».
فقال: «بالطبع ... معذرة ... لست أريد أن أستغل ضعفك ... كلا، اغفرى لى فضولى، فإنه ليس عن خسة بل عن».
وأمسك مترددا، فقالت وقد رأت تردده وأدركت بغريزتها الذكية دلالته: «عن».
فقال: «عن حب ... لقد قلتها ... قولى عنى مغفل. ما شئت قوليه.. ولكنها الحقيقة، وقد استرحت الآن، رفعت عن صدرى حجرا.. تنفست.. عجيب ولا شك.. هى دقائق رأيتك فيها.. ولكنى مع ذلك أحببتك كأنى عرفتك من قبل أن أخلق، كأنما كنا معا فى عالم آخر قبل هذا. ولست أقول هذا لأخدعك. وإنى لأعلم أن الرجل يستطيع أن يخدع المرأة بتمثيل دور العاشق، ولكنى لا أحاول خداعك ولا مطمع لى فيك، كل ما أعرفه أنى أحببتك، قد يكون هذا شعورا وقتيا يفتر بعد قليل أو كثير، وأى حب لا يفتر؟ على كل حال لا أعلم، أعرف فقط أنى أنا فوجئت بهذا الحب الذى غمر نفسى وشاع فيها علوا وسفلا ... انظرى إليه كيف شئت ... باستخفاف إذا أردت أو لم يسعك غير ذلك. ولكن صدقينى، فإنى أحتمل الاستخفاف، ولكنى لا أستطيع أن أحتمل التكذيب. كلا»!!
فقالت ببساطة: «إنى أصدقك» فصاح بها: «إيه»؟ قالت: «ألم تسمع؟ هات أذنك وأنا أصيح لك فيها ... صدقتك ... هل سمعت الآن؟ لالالالا ... صدقتك معناها صدقتك فقط..».
وعرف اسمها الكامل اسم أبيها أيضا، فقال وهو يمسح جبينه: «انظرى ... أليس والدك هو الذى كان ضابطا فى الجيش»؟
অজানা পৃষ্ঠা