قالت: «هو بعينه» قال: «وكان يسكن فى شارع ...».
قالت: «هذا هو البيت الذى ولدت فيه».
قال: «غريب.. لقد كان أبى رحمه الله صديقا جدا لأبيك. ولداهما يلتقيان الآن.. غريب. ماذا حملك على ترك أبيك؟ أسمع أنه كان عنيفا». قالت : «لأنى خفت عنفه ... اسمع ... سأقص عليك حكايتى كلها ... لم يبق بد من هذا. وأحببنى بعد ذلك إذا استطعت، ربما كان هذا لازما لتشفى».
وقصت عليه الحكاية ولم تكتم شيئا ولم تحاول أن تهون من زلتها. وكان يصغى وهو مطرق، فلما فرغت قالت: «والآن يمكنك أن تبلغنى أنك دفنت حبك المباغت لهذه الفتاة الطائشة».
قال: «لقد كنت ضحية ... ولست أدفن حبي لك، ولكنى أنوى أن أعلنه، فهل تسمحين لى بأن أطمع أن تحبينى يوما من الأيام»؟
فأطرقت تفكر، فقد أساءت فهم ما قصد إليه وتوهمت أنه يريدها كما أراد غيره، خليلة ... وشعر هو من إطراقها أن معنى كلامه ليس واضحا وشجعه ترددها الظاهر فقال: «إنى لا أرى أنى أستطيع أن أعيش بعد اليوم بدونك، فهل تقبليننى زوجا على أن تكون الطاعة منى والحب ... ولا يكون منك إلا ما يسمح بالأمل فى أن تحبينى يوما ما»؟
فصاحت: «ولكنى أحبك من الآن!».
وندعهما ... فما بقى لنا مقام معهما.
الفصل التاسع عشر
حواء والحية
অজানা পৃষ্ঠা