سادسا: تحرير موطن الخلاف
وفي البداية أعلن اتفاقي مع الشيخ عبدالله وفقه الله فيما ذكره ص3 من (أن الخاص والعام ممن رزقه الله هداية وعلما وعقلا يعرف فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) فمن حق القراء أن نحرر موضع الخلاف هنا ونقول: الخلاف ليس في هذا.
ولكن الخلاف في أشياء أخرى كثيرة:
فهناك خلاف في حد الصحبة أو الصحابي؟
وهل كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطلق عليه صحابي أم لا؟
وهل هناك نوع من هؤلاء ذمهم السلف والعلماء أم لا؟
وهل من أساء صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كمن أحسن صحبته؟
وما هي علامات حسن الصحبة وعلامات سوء الصحبة؟
وهل هناك قسمان (صحابة ومنافقون) فقط أم هناك فئة ثالثة (برزخ) بين الصحابة الصادقين والمنافقين الخلص، ثم هذه الطبقة متفاوتة بين راجح النفاق وراجح الإيمان؟
وهل هناك فائدة من معرفة هذا القسم الثالث أم ليس هناك فائدة؟
وما أثر معرفة هذه الطبقة على العلم والرؤية التاريخية والفقه وعلم الحديث والعلم بالواقع التاريخي؟
وهل هناك فروق بين الصحبة من حيث الاستخدامات اللغوية والعرفية والشرعية؟
وما فائدة التفريق بين هذه الاستخدامات ونقاط الالتقاء والافتراق بينها؟
وهل يجوز بتر كلام الآخر وتحميله ما لم يقل؟
فهذه الأسئلة ونحوها تمثل مواطن الخلاف التي نحتاج للإجابة عنها إجابات علمية لا يبتغى فيها غير الحقيقة، فلا نجامل فيها محدثين ولا أصوليين ولا جهات العمل التي نعمل بها أو لها؛ وإنما نتحاكم للأدلة والبراهين من نصوص الشرعية وقواعد صحيحة ومسلمات أو براهين عقلية ونحو ذلك مما سيأتي الكلام فيه؛ وبدون هذا التحرير الأمين لمواطن الخلاف سنبقى في خلاف طويل لا يخدم الحقيقة ولا يجلب إلا الضرر.
পৃষ্ঠা ১২