99

ফাতেহ আল-আরাব লি মিসর

فتح العرب لمصر

জনগুলি

وكان إسلامه في السنة السابعة أو الثامنة للهجرة، ويروى عن إسلامه خبر أو اثنان، فقد سئل مرة:

21 «ما عاقك عن الإسلام تلك المدة الطويلة مع رجحان عقلك؟» فأجاب: إنه كان في أول أمره يخشى سوء رأي مشيخته، فلما كبر وميز أخذ نفسه بالهوادة في معارضة النبي. وقد أرسلت إليه قريش واحدا من قومها يسأله عن إسلامه، فجعل عمرو يسائل من جاء يسأله فقال له: «أي الناس على دين الحق؛ أهم العرب أم الفرس أم الروم؟» فقيل له: «بل العرب.» فقال: «أنحن أكثر منهم مالا أم هم أكثر منا؟» فقيل له: «بل هم.» فقال له: «فأي فضل إذن للعرب على الفرس والروم إذا لم تكن ثم حياة في الآخرة؛ فإنهم قد ذهبوا بخير هذه الحياة الدنيا جميعا.» ثم قال عمرو إنه قد أسلم وآمن بالنبي واليوم الآخر وبالعقاب والثواب بعد الموت، وعزم على ترك الباطل؛ أي دين العرب القديم. وقيل إن عمرا أسلم منذ كان في الحبشة، وإن إسلامه كان على يدي جعفر بن أبي طالب.

وروي في الخبر أن عمرا قال مرة للنبي: «يا رسول الله، إني أبايعك على أن يغفر لي ما مضى من ذنبي.» فقال له النبي: «إن الإسلام والهجرة

22

يجبان ما كان قبلهما.» فكان عمرو لا يرفع عينه من وجه النبي عرفانا منه لصنيعه، وكان يقول: «والله ما كنت أملأ عيني منه أو أنظر إلى وجهه، ما أردت إلا رأيت الحياء في وجهه.»

23

وكان النبي - عليه الصلاة والسلام - يرى في عمرو رأيا حسنا، وقد قال فيه يوما: إنه من خير المسلمين وأكثرهم ثقة.

24

وقال فيه أيضا: إنه من «صالحي قريش». وكان يحبه لحسن رأيه ولشجاعته، وكان لعمرو أخ من أبيه اسمه هشام قتل يوم اليرموك، وقد سئل عمرو عنه فقال: «حسبكم أن أقول إن أمه أم حرملة عمة عمر بن الخطاب وأمي عنزية، وكان أحب إلى أبي مني، وبصر الوالد بولده ما قد علمتم، وأسلم قبلي، واستبقنا إلى الله فاستشهد يوم اليرموك وبقيت بعده.»

وكان أكبر ما امتاز به عمرو أن النبي نفسه عقد له على بعض سراياه، وقال له عند ذلك إنه قد أمره على الناس ودعا له بالسلامة والغنيمة، فقال عمرو عند ذلك إنه لم يسلم للمال بل أسلم لوجه الله، فقال له النبي: إن المال الحلال خير ما يرزأ المؤمن. وأكبر الظن أن عمرو بن العاص لم ينس تلك الحكمة فيما بعد، وكان على قيادة كتيبة من الكتائب في يوم السلاسل، فأرسل يستمد النبي، فأرسل إليه مائتي رجل فيهم أبو بكر وعمر وعليهم أبو عبيدة بن الجراح، فلما أقبلوا عليه قال عمرو: «أنا أميركم وأنتم لي مدد.» فقال أبو عبيدة: «لا، بل أنا أمير على من معي، وأنت أمير على من معك.» فأبى عمرو هذا، فقال أبو عبيدة: «لقد قال لي رسول الله

অজানা পৃষ্ঠা