98

ফাতেহ আল-আরাব লি মিসর

فتح العرب لمصر

জনগুলি

16

وكان عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين، له عينان سوداوان ثاقبتان سريعتا التأثر، سواء أكان ذلك في حال الغضب أم في حال السرور، وفوقهما حاجبان غزيران، ودون ذلك فم واسع، وكان وجهه ينم عن القوة في غير شدة، وتلوح عليه لائحة البشر والأنس، وكان يخضب لحيته بالسواد. هذا كل ما رواه لنا المؤرخون من وصف مظهره، ولعل وصفه بأنه تمتام كان وصفا غير صحيح . حقا إن أبا المحاسن روى

17

عن عمرو ذلك العيب، وقال إنه العيب الوحيد فيه، ولكنه كان معروفا بسرعة رده وحدة ذهنه في الإجابة المسكتة، كما كان معروفا بطول خطبه وبلاغتها؛ فالظاهر من ذلك أن من وصفه بأنه تمتام كان واهما، ولعل ذلك الوهم كان أثر خلط وسوء فهم؛ فقد روي

18

عن عمر بن الخطاب أنه سمع مرة رجلا يتلجلج في الكلام، فقال: «أشهد أن خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد.» وليس معنى هذا أن عمرا كان تمتاما، بل يقصد بذلك القول أن الله تعالى خلق الأبكم والمفصح كليهما، وذلك مثل ما روي عن عمرو بن العاص نفسه إذ أحرج صدره أحد الجهلاء يوما فقال يعرض به: «إنه كذلك من مخلوقات الله تعالى.» ولكن قول عمر بن الخطاب قد أخرجه جماعة من كتاب العرب عن معناه، وأولوه بأن المقصود منه أن عمرا كان يتلجلج في كلامه، ولو قصد عمر بن الخطاب ذلك لكان قوله لا معنى له، وفيه اعتداء على عمرو، وذلك لا يتفق مع مكانة عمرو في قومه وما عرف عنه من الفصاحة في الكلام. ولو كان متصفا بذلك العيب لما اختاره النبي - عليه الصلاة والسلام - من أول إسلامه وجعله من كبار قواده، بل وما استطاع أن يكون يوما ما زعيما عظيما بين الناس. وبعد، فإن عمرا كان فوق ذلك كله إماما يؤم الناس في صلاتهم، وظل كذلك إلى آخر أيامه، وإن الشرع الإسلامي ينص على أنه لا يصح للتمتام أن يصلي بالناس؛

19

وعلى ذلك يكون ما روي من أن عمرا كان متصفا بذلك العيب خبرا غير جدير بالتصديق.

وأما سائر صفاته فقد جاء من أخباره وأقواله ما يدل عليها وعلى حوادث حياته؛ فقد كان من قريش، ونسبه معروف،

20

অজানা পৃষ্ঠা