قلت: الدليل على ذلك قوله وإلا أوجد جميع المشتهيات في دفعة من الدفعات يعني وإن لم يصح قولنا أنه تنزه عن الشهوات والنفرات وجوزنا أن يكون مشتهيا وجب أن توجد المشتهيات في دفعة واحدة إذ يكون ملحا إلى أحادها لعلمه أن له فيها منفعة وليس عليه فيها مضرة ولا مانع له[8 أ-أ].
ومن علم أن له في شيء منفعة وليس عليه فيه مضرة ولا مانع له فإنا نعلم أنه يسعى في تحصيله بكل ممكن وإلا يوجد شيئا من المنفرات لعلمه بمضرتها له، وعدم نفعها له، كما في الشاهد وفي علمنا بأن الله تعالى موجد للمشتهيات شيئا فشيئا على حسب المصالح العباد وأنه أوجد النفرات أيضا كذلك دليل على أنه ليس بالمشتهي ولا نافر هذا إذا كان مشتهيا لذاته لأنه لا اختصاص لها ببعض المشتهيات دون بعض وباطل أن يشتهي لمعان قديمة لما تقدم وإن كان لمعان محدثة وجب أن توجد معاني توجب جميع الشهوات دفعة واحدة لعلمه أن له فيها منفعة، وليس عليه فيها مضرة فثبت ما قلنا والحمد لله.
المسألة العاشرة:
পৃষ্ঠা ৩৩