قلت: تصحيح مذهبنا يكفيك وإن لم يتكلم [5أ-أ]على جهالتهم فإن قلت: زدنا إيضاحا.
قلت: أما الثنوية(1) فنبطل مذهبهم بأن النور والظلمة جسمان عندنا وعند الغير عرضان وسنبين أن صانع العالم لا يكون جسما ولا عرضا. وأما المجوس: أما من قال بقدم أهزمس وهو الشيطان فنبطل قوله من حيث أنه جسم، وقد بينا حدوث الجسم ومن قال بحدوثه فبطل ما قال من إضافة ما تكرهه النفوس إليه نحو الألام لأنها أعراض ضرورية وسنبين أن فاعلها لا يكون سوى القديم، ثم يقال للكل من هؤلاء تحتاجون ثالثا يكون صانع ما لا تكرهه النفوس ولا تشتهيه، وأما النصارى فنبطل قولهم بالمناقضة لأنهم قالوا جوهر على الحقيقة ثلاثة أقائم على الحقيقة، والجوهر المعقول لا يتحرك ولأنه لا يعقل إلا قائما وكفى بالمذهب فسادا ألا يعقل.
المسألة الثالثة:
قوله: (قادرا) حقيقة القادر: هو المختص بصفة لكونه عليها يصح منه الفعل مع سلامة الأحوال (2) ، قلنا: المختص بصفة تلك الصفة هي كونه قادرا وقلنا: لكونه عليها أي: لاختصاصة بها، وقلنا: يصح منه الفعل مع سلامة الأحوال احترازا من أن يكون الفعل مستحيلا في نفسه نحو بأن القديم تعالى فأفهم أن القادر هو منه يصح من الفعل ما لم يكون مستحيلا وليس عدم قدرته على المستحيل يخرجه عن كونه قادرا، بل إذا صح منه الممكن سمي قادرا، فإن قلت: فهذه الصفة التي لأجلها يصح الفعل من الذات أمر زائد عليها أم لا؟.
পৃষ্ঠা ২০