199

ইংরেজি দর্শন শত বছরে (প্রথম অংশ)

الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)

জনগুলি

وهنا يكون موضع معالجة وحل المسائل الميتافيزيقية النهائية كفكرة التطور ومشكلة الحرية والخلود وطبيعة الله، وأهم من هذا كله: مشكلة علاقة الموجودات المتناهية بالمطلق. ولسنا نستطيع أن نقدم إلا لمحات عامة من أبحاث وورد المفصلة في هذه المسائل، فالله روح لها عقل وإرادة، ومن ثم فهو شخصي، وهو خالق العالم وحافظه ومدبره. غير أنه في خلقه للعالم قد فرض حدا على ذاته، ولكن هذا لا يعني بطبيعة الحال أنه جعل لنفسه ماهية متناهية، فهو - بوصفه خالقا - يعلو على العالم، ولكن ليس بالمعنى الذي يقصده أصحاب مذهب الألوهية الطبيعية (

deists ) والقائل إنه يظل خارجا عن العالم، فلا يمكن فهم الخلق إلا على أنه الحضور الدائم للمبدأ الخلاق في الخلق، بحيث يكون الله في نفس الوقت باطنا، يحرك العالم من داخله. ولم يستطع وورد أن يجد بين العلو والكمون رابطة تصورية، غير أنه تمسك بالفكرتين معا؛ لأن عمق شعوره الديني حال بينه وبين القول بمذهب «شمول الألوهية

pantheism » في صورته الخالصة من جهة، كما حال بينه، من جهة أخرى، وبين القول بمذهب الألوهية الطبيعية

deism ، وهو المذهب الذي يرى أن الله ينسحب من العالم عندما يخلقه، ويأخذ ما يمكن تسميته «بإجازة» بعد ما بذله من مجهود. ولقد أدى به موقف التوسط هذا إلى أن ينسب القدرة الخالقة إلى الإنسان بدوره، فالله حين جعل الناس أحرارا، قد خصهم بأن يكونوا شركاءه في العمل على تحقيق غاياته. ولما كان الإنسان شريكا لله في هذه المهمة على قدم المساواة، فإنه يضطلع بمسئولة كاملة عن أعماله، وهو في الوقت ذاته قادر على ارتكاب الشر، فالشر الأخلاقي هو العقدة الكبرى في أي مذهب ألوهي. ولكن لما كان الله كامنا في العالم، فلا بد أن تكون للخير الغلبة آخر الأمر على الشر، فالشر هو تعكير صفو النظام الأخلاقي، وهو ليس مبدأ إيجابيا، له طبيعته وحقيقته الخاصة به، إلى جانب الخير، بل إنه نسبي بالقياس إلى الخير فحسب، ومن هنا فإنه سينهزم بالتدريج أمام الخير ويتلاشى فيه. «ففي الأشياء الشريرة نوع من الروح الخيرة.»

106

وهكذا فإن الكون عند وورد يختلف عنه عند برادلي وبوزانكيت في أنه ليس كونا سكونيا، وإنما هو يصعد من مرحلة إلى أخرى حتى أعلى ذرة روحية وهي الله. ولقد اجتذبته - مثل معظم معاصريه - فكرة التطور، وأدمجها في مذهبه إدماجا وثيقا. غير أن المعنى الذي تكتسبه هذه الفكرة في مذهب ألوهي يختلف تماما عن معناها في مذهب طبيعي أو مذهب للكثرة؛ إذ لا يعود معناها هو التكشف التدريجي لما كان موجودا منذ البداية، وإنما هي تعني النشوء الجديد، والتركيب الخلاق، والظهور المستمر لإمكانيات جديدة، وهي تدل على وجود انسجام عند نقطة البداية فضلا عن نقطة الهدف، وليس فقط عند نهاية عملية تسير قدما، وقد لا تكون لها نهاية على الإطلاق.

فإذا ما عدنا بنظرتنا إلى مذهب وورد في مجموعه أمكنا أن نرى المثالية فيه وقد اتخذت صورة جديدة، استوعبت فيها - على نحو يفوق بكثير ما سبق أن عرضناه من المذاهب - كثرة زاخرة متنوعة من الأفكار، بعضها لا تربطه صلة وثيقة بوجهة النظر المثالية. صحيح أنه ظل يحتفظ بالنزوع إلى التأمل فيما وراء حدود التجربة، ويسعى إلى بلوغ وحدة نهائية، غير أننا لا نشعر لديه بأن المركب منبثق عن اتساق فكري أصيل، فالعناصر أكثر عددا وأشد تنوعا من أن تكون وحدة حقيقية، وكثيرا ما تظل منضمة بعضها إلى بعض على نحو خارجي فحسب. غير أن هذا ليس إلا دليلا آخر على قوة الدافع التأملي الذي أحدثه ميتافيزيقي لدى شخص كانت مواهبه أقرب إلى مجال متابعة الأبحاث العلمية واختبار المشكلات الفلسفية في طابعها الجزئي.

أفضل ما يوصف به وب هو أنه ممثل فلسفة الدين داخل المذهب المثالي المطلق، فهو ينتمي، بحكم ارتباطه الطويل بجامعة أكسفورد خلال سنوات دراسته وتدريسه، إلى تراث أكسفورد الذي يرجع إلى جرين. وقد أبدى، منذ كان طالبا، ميلا إلى المشكلات الأخلاقية والدينية، كما أنه اعترف بالتأثير القوي الذي أحدثه فيه كتاب جرين «المقدمة

»، والتأثير الطاغي لكتاب كانت «أساس ميتافيزيقا الأخلاق». ولقد كان تفكيره، على وجه العموم، أقرب إلى كانت وفشته منه إلى هيجل، وهو يذكر باحترام بالغ، ضمن أساتذته في أكسفورد، اسم ج. كوك ولسون، وإن يكن من المستبعد جدا أن يكون مثل هذا المصدر الواقعي قد أحدث فيه أي تأثير ملموس. وهو يدين بأكثر من ذلك بكثير لصداقته الشخصية مع الفيلسوف الكاثوليكي «فريدرش فون هوجل»، كما تأثر فيما بعد بكتاب رودلف أوتو

Rudolf Otto «المقدس

অজানা পৃষ্ঠা