قيام الحجة على أهل الفترات
وندين بأن حجة الله قائمة على أهل الفترات البالغين، الأصحاء السالمين بفطر عقولهم، وما يجدونه في أنفسهم، وما يرونه في سماوات الله وأرضه، وما يأتي به الليل والنهار من عجائب تدبيره، وما قد ورد عليهم من أخبار الأنبياء المتقدمين، وأخبار كتبهم وشرائعهم، وأحكامهم، ودعوتهم القائمة إلى عبادته وحده، وإثبات ربوبيته، وطاعته، وإثبات جنته وناره، ووعده ووعيده، والإيمان بالبعث والنشور، وأن لا يشركوا بعبادته أحدا، ولا يعبدوا شيئا سواه، وأن لا يطاع المخلوق في معصية الخالق.
فمن عرف من أهل هذه الفترات حق الله الذي أوجبه عليه، وآمن به وأطاعه، ولم يعبد شيئا غيره، واجتنب جميع ما حرم الله عليه، وصدق الأنبياء، وآمن بكتاب الله وملائكته، ووعده ووعيده، وجنته وناره، وبالبعث بعد الموت، والنشور والحشر إلى يوم القيامة، والحساب، والثواب، والعقاب حتى يموت على ذلك فهو من أهل ثواب الله وجنته.
ومن خالف ذلك إلى الجحود والكفر والشرك، فعبد شيئا مع الله، أو شيئا دون الله، أو جحد القيامة والبعث والنشور، ولم يؤمن بجنة ولا نار، ولاحساب، ولا ثواب، ولا عقاب، ولا وعد ولا وعيد، حتى يموت على ذلك، فهو من أهل النار خالدا مخلدا فيها أبدا.
وندين بالإيمان باللوح المحفوظ على ما ذكره الله في كتابه، ودان به رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
পৃষ্ঠা ১১৬