ومن قال علم الله محدث أحدثه الله وفعل فعله، وهو حركة والحركة زوال من مكان إلى مكان، فقد افترى على الله الكذب. ومن قال لا يعلم الشيء حتى يقدره، فإذا قدره علمه، وكذلك من قال محال أن يعلم الشيء قبل أن يكون.
وكذلك من زعم أنه على العرش دون السماوات والأرض، وأنه ليس في السماء ولا في الأرض، ولكن علمه في السموات والأرض وفي كل مكان علمه، وفي كل شيء علمه، وعلمه معنا حيث ما كنا، وعلمه منا قريب، وهو إلينا أقرب من حبل الوريد. فأما الله فهو منا بعيد، لا أنه في موضع محدود، وليس هو في سائر الخلق موجود. وكذلك من زعم أن له وجها حارا، لو كشفه لأحرق ما أدركه بصره، وأن له كفا محدودة، وأصابع معدودة، وأنامل باردة، وساقا وقدما، ولسانا وفما، وكذلك من زعم أن له حدا ومقدارا، وصورة من الصور وهيئة من الهيئات.
وكذلك من زعم أن الله تبدو له البدوات، وأنه يريد أن يفعل الشيء ثم لا يفعله، لنية تبدوا له فيه، وأنه يخبر أنه سيفعل كذا وكذا ثم يبدو له فيه فلا يفعله فكل هؤلاء قد قال الكذب، وقال ما لا برهان له به، ولا سلطان، فتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
পৃষ্ঠা ১১৫