وارتادت " الخضرا " الكنانة فانتشت ... نسمات مأرب في أصيل الأقصر
لولاك يا بطل الخلافة ما احتوى ... صنعا وجلق حضن أم الأزهر
صافحت مصر فزدت في بنيانها ... " هرما " إلى الهرم الأشم الأكبر
أرض الجنوب - وأنت نخزة ثأرها - ... ظمأ تحن إلى الصراع الأحمر
أرضي ودار أبي وجدي لم تزل ... في قبضة المتوحش المتنمر
تطوي على حلم الجهاد عيونها ... وتئن تحت الغاصب المستهتر
لا حرمة الإنسان تزجره ولا ... شرف ولا نهى المتحضر
متجبر وأصم لم يسمع سوى ... رهج الحديد المارد المتجبر
فازحف إليه يابن بجدتها على ... لجج السلاح الفاتح المتهور
يا خير من لبى ومن نودي ومن ... يغشى الوغى كالهول كالليث الجري
هذي وعامتك الفتية قصة ... بفم الفتوح وفي شفاه الأدهر
***
يا بدر هذا الشعب أنت زعيمة ... وهواك سحر غرامة المتعسر
حملتك روح الشعب إيمانا فلم ... تخفق بحب سواك بل لم تشعر
فاسلم لتاريخ الزعامة آية ... بيضا كبهجة عصرك المتبلور
عروس الحزن
منزلها الكبير بجوار الصغير ، وقد لفني وإياها عاطف الحنان والحنين فتلاقينا على بعد . تظل تغني ، وأظل أصغي إلى أغانيها ، وصوتها يتعثر في دمعها ، ودمعها يتحشرج في صوتها ، وفي نغماتها تتحاضن الدموع والترنم ، كأن صوتها عود ذو وتر واحد ، بعضه يبكي ، وب
صوتها دمع وأنغام صبايا ... وابتسامات وأنات عرايا
كلما غنت جرى من فمها ... جدول من أغنيات وشكايا
أهي تبكي أم تغني أم لها ... نغم الطير وآهات البرايا ؟
صوتها يبكي ويشدو آه ما ... ذا وراء الصوت ما خلف الطوايا ؟
هل لها قلب سعيد ولها ... غيره قلب شقي في الرزايا ؟
أم لها روحان : روح سابح ... في الفضا الأعلى وروح في الدنايا ؟
أم تلاقت في حنايا صدرها ... صلوات وشياطين خطايا ؟
أن تناجت في طوايا نفسها ... لحن عرس وجراحات ضحايا ؟
পৃষ্ঠা ৮