عبدالله البردوني
نبذه عن الشاعر:
عبد الله البردوني
ولد عام 1348ه 1929 م في قرية البردون (اليمن) أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م . ثم عين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها. وعمل أيضا مسؤولا عن البرامج في الإذاعة اليمنية.
أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في إحدى قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره ، العمى والقيد والجرح يقول :
هدني السجن وأدمى القيد ساقي*** فتعاييت بجرحي ووثاقي
وأضعت الخطو في شوك الدجى *** والعمى والقيد والجرح رفاقي
في سبيل الفجر ما لاقيت في *** رحلة التيه وما سوف ألاقي
سوف يفنى كل قيد وقوى *** كل سفاح وعطر الجرح باقي
. له عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. .
صدرت دراسته الأولى "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" عام 1972.
أما دواوينه فهي على التوالي:
- من أرض بلقيس 1961 -
- في طريق الفجر 1967 -
- مدينة الغد 1970
- - لعيني أم بلقيس 1973
- - السفر إلى الأيام الخضر 1974
- - وجوه دخانية في مرايا الليل 1977 -
- - زمان بلا نوعية 1979
- - ترجمة رملية لأعراس الغبار 1983
- - كائنات الشوق الاخر 1986 -
- - رواء المصابيح 1989
http://www.geocities.com/albrddoni/mnholbrddoni.htmديوان ¶ عبدالله البردوني ¶ نبذه عن الشاعر: ¶ عبد الله البردوني ¶ ولد عام 1348ه 1929 م في قرية البردون (اليمن) أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م . ثم عين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها. وعمل أيضا مسؤولا عن البرامج في الإذاعة اليمنية. ¶ أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في إحدى قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره ، العمى والقيد والجرح يقول : ¶ هدني السجن وأدمى القيد ساقي*** فتعاييت بجرحي ووثاقي ¶ وأضعت الخطو في شوك الدجى *** والعمى والقيد والجرح رفاقي ¶ في سبيل الفجر ما لاقيت في *** رحلة التيه وما سوف ألاقي ¶ سوف يفنى كل قيد وقوى *** كل سفاح وعطر الجرح باقي ¶ . له عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. . ¶ صدرت دراسته الأولى "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" عام 1972. ¶ أما دواوينه فهي على التوالي: ¶ - من أرض بلقيس 1961 - ¶ - في طريق الفجر 1967 - ¶ - مدينة الغد 1970 ¶ - - لعيني أم بلقيس 1973 ¶ - - السفر إلى الأيام الخضر 1974 ¶ - - وجوه دخانية في مرايا الليل 1977 - ¶ - - زمان بلا نوعية 1979 ¶ - - ترجمة رملية لأعراس الغبار 1983 ¶ - - كائنات الشوق الاخر 1986 - ¶ - - رواء المصابيح 1989 ¶ http://www.geocities.com/albrddoni/mnholbrddoni.htm
وأحمل الذكرى
واحمل الذكرى من الماضي كما ... يحمل القلب أمانيه الجساما
هات ردد ذكريات النور في ... فنك الأسمى ولقنها الدواما
ذكريات تبعث المجد كما ... يبعث الحسن إلى القلب الغراما
فارتعش يا وتر الشعر وذب ... في كئوس العبقريات مداما
وتنقل حول مهد المصطفى ... وانشد المجد أغانيك الرخاما
زفت البشرى معانيه كما ... زفت الأنسام أنفاس الحزاما
وتجلى يوم ميلاد الهدى ... يملأ التاريخ آيات عظاما
واستفاضت يقظة الصحرا على ... هجعة الأكوان بعثا وقياما
وجلا للأرض أسرار السما ... وتراءى في فم الكون ابتساما
جل يوم بعث الله به ... أحمدا يمحو عن الأرض الظلاما
ورأى الدنيا خصاما فاصطفى ... أحمدا يفني من الدنيا الخصاما
" مرسل " قد صاغه خالقه ... من معاني الرسل بدءا وختاما
قد سعى - والطرق نار ودم - ... يعبر السهل ويجتاز الأكاما
وتحدى بالهدى جهد العدا ... وانتضى للصارم الباغي حساما
نزل الأرض فأضحت جنة ... وسماء تحمل البدر التماما
وأتى الدنيا فقيرا فأتت ... نحوه الدنيا وأعتطه الزماما
ويتيما فتبنته السما ... وتبنى عطفه كل اليتامى
ورعى الأغنام بالعدل إلى ... أن رعى في مرتع الحق الأناما
بدوي مدن الصحرا كما ... علم الناس إلى الحشر النظاما
وقضى عدلا وأعلى ملة ... ترشد الأعمى وتعمي من تعامى
نشرت عدل التساوي في الورى ... فعلا الإنسان فيها وتسامى
يا رسول الحق خلدت الهدى ... وتركت الظلم والبغي حطاما
قم تجد الكون ظلما محدثا ... قتل العدل وباسم العدل قاما
وقوى تختطف العزل كما ... يخطف الصقر من الجو الحماما
أمطر الغرب على الشرق الشقا ... وبدعوى السلم أسقاه الحماما
فمعاني السلم في ألفاظه ... حيل تبتكر الموت الزؤاما
يا رسول الوحدة الكبرى ويا ... ثورة وسدت الظلم الرغاما
خذ من الأعماق ذكرى شاعر ... وتقبلها صلاة وسلاماوأحمل الذكرى ¶ واحمل الذكرى من الماضي كما ... يحمل القلب أمانيه الجساما ¶ هات ردد ذكريات النور في ... فنك الأسمى و لقنها الدواما ¶ ذكريات تبعث المجد كما ... يبعث الحسن إلى القلب الغراما ¶ فارتعش يا وتر الشعر وذب ... في كئوس العبقريات مداما ¶ و تنقل حول مهد المصطفى ... وانشد المجد أغانيك الرخاما ¶ زفت البشرى معانيه كما ... زفت الأنسام أنفاس الحزاما ¶ و تجلى يوم ميلاد الهدى ... يملأ التاريخ آيات عظاما ¶ واستفاضت يقظة الصحرا على ... هجعة الأكوان بعثا وقياما ¶ و جلا للأرض أسرار السما ... و تراءى في فم الكون ابتساما ¶ جل يوم بعث الله به ... أحمدا يمحو عن الأرض الظلاما ¶ و رأى الدنيا خصاما فاصطفى ... أحمدا يفني من الدنيا الخصاما ¶ " مرسل " قد صاغه خالقه ... من معاني الرسل بدءا و ختاما ¶ قد سعى - و الطرق نار و دم - ... يعبر السهل و يجتاز الأكاما ¶ و تحدى بالهدى جهد العدا ... و انتضى للصارم الباغي حساما ¶ نزل الأرض فأضحت جنة ... و سماء تحمل البدر التماما ¶ و أتى الدنيا فقيرا فأتت ... نحوه الدنيا و أعتطه الزماما ¶ و يتيما فتبنته السما ... و تبنى عطفه كل اليتامى ¶ و رعى الأغنام بالعدل إلى ... أن رعى في مرتع الحق الأناما ¶ بدوي مدن الصحرا كما ... علم الناس إلى الحشر النظاما ¶ و قضى عدلا و أعلى ملة ... ترشد الأعمى و تعمي من تعامى ¶ نشرت عدل التساوي في الورى ... فعلا الإنسان فيها و تسامى ¶ يا رسول الحق خلدت الهدى ... و تركت الظلم و البغي حطاما ¶ قم تجد الكون ظلما محدثا ... قتل العدل و باسم العدل قاما ¶ و قوى تختطف العزل كما ... يخطف الصقر من الجو الحماما ¶ أمطر الغرب على الشرق الشقا ... و بدعوى السلم أسقاه الحماما ¶ فمعاني السلم في ألفاظه ... حيل تبتكر الموت الزؤاما ¶ يا رسول الوحدة الكبرى و يا ... ثورة و سدت الظلم الرغاما ¶ خذ من الأعماق ذكرى شاعر ... و تقبلها صلاة و سلاما
من أرض بلقيس
من أرض بلقيس هذا اللحن والوتر ... من جوها هذه الأنسام والسحر
من صدرها هذه الآهات، من فمها ... هذي اللحون. ومن تاريخها الذكر
من «السعيدة» هذي الأغنيات ومن ... ظلالها هذه الأطياف والصور
أطيافها حول مسرى خاطري زمر ... من الترانيم تشدو حولها زمر
من خاطر «اليمن» الخضرا ومهجتها ... هذي الأغاريد والأصداء والفكر
هذا القصيد أغانيها ودمعتها ... وسحرها وصباها الأغيد النضر
يكاد من طول ما غنى خمائلها ... يفوح من كل حرف جوها العطر
يكاد من كثر ما ضمته أغصنها ... يرف من وجنتيها الورد والزهر
كأنه من تشكي جرحها مقل ... يلح منها البكا الدامي وينحدر
يا أمي اليمن الخضرا وفاتنتي ... منك الفتون ومني العشق والسهر
ها أنت في كل ذراتي وملء دمي ... شعر «تعنقده» الذكرى وتعتصر
وأنت في حضن هذا الشعر فاتنة ... تطل منه، وحينا فيه تستتر
وحسب شاعرها منها - إذا احتجبت ... عن اللقا - أنه يهوى ويدكر
وأنها في مآقي شعره حلم ... وأنها في دجاه اللهو والسمر
فلا تلم كبرياها فهي غانية ... حسنا، وطبع الحسان الكبر والخفر
من هذه الأرض هذي الأغنيات، ومن ... رياضها هذه الأنغام تنتثر
من هذه الأرض حيث الضوء يلثمها ... وحيث تعتنق الأنسام والشجر
ما ذلك الشدو؟ من شاديه؟ إنهما ... من أرض بلقيس هذا اللحن والوتر
فلسفة الفن
لا تقل ما دمع فني ... لا تسل ما شجو لحني
منك أبكي وأغنيك ... فما يؤذيك مني
سمني إن شئت نوحا ... وإن شئت مغني
فأنا حينا أعزيك ... وأحيانا أهني
لك من حزني الأغاريد ... ومن قلبي التمني
أنا أرضي الفن لكن ... كيف ترضي أنت عني
كل ما يشجيك يبكيني ... ويضني ويعني
فاستمع ما شئت واتركني ... كما شئت أغني
***
لا تلمني إن بكى قلبي ... وغناك بكايا
لا تسلني ما طواني ... عنك في أقصى الزوايا
ها أنا وحدي وألقا ... ك هنا بين الحنايا
ها هنا حيث ألاقيك ... طباعا وسجايا حيث تهوي قطع الظلما ... كأشلاء الضحايا
পৃষ্ঠা ২
وتطل الوحشة الخر ... سا كأجفان المنايا
والدجى ينساب في الصمت ... كأطياف الخطايا
والسكون الأسود الغا ... في كأعراض البغايا
وأنا أدعوك في سري ... وأحلامي العرايا
***
يا رفيقي في طريق العمر ... في ركب الحياة
أنت في روحيتي رو ... ح وذات ملء ذاتي
جمعتنا وحدة العيش ... وتوحيد الممات
عمرنا يمضي وعمر ... من وراء الموت آتي
نحن فكران تلاقينا ... على رغم الشتات
نحن في فلسفة الفن ... كنجوى في صلاة
أنا كأس من غنى الشو ... ق ودمع الذكريات
فاشرب اللحن ودع في ال ... كأس دمع الموجعات
هكذا تصبو كما شا ... ءت وتبكي أغنياتي
***
يا رفيقي هات أذنيك ... وخذ أشهى رنيني
من شفاه الفجر أسقي ... ك وخمر الياسمين
من معين الفن أروي ... ك ولم ينضب معيني
لك من أناتي اللحن ... ولي وحدي أنيني
ولك التغريد من فني ... ولي جوع حنيني
هل أنا في عزلة الشعر ... كأشواق السجين
حيث ألقاك هنا في خا ... طر الصمت الحزين
في أغاني الشوق في الذكرى ... وفي الحبذ الدفين
في الخيالات وفي شكوى ... الحنين المستكين
نار وقلب
يا ابنة الحسن والجمال المدلل ... أنت أحلى من الجمال وأجمل
وكأن الحياة فيك ابتسام ... وكأن الخلود فيك ممثل
كل حرف من لفظك الحلو فردو ... س ندي وسلسبيل مسلسل
كلما قلت رف من فمك الفجر ... وغنى الربيع بالعطر واخضل
أنت فجر معطر وربيع ... وأنا البلبل الكئيب المبلبل
أنت في كل نابض من عروقي ... وتر عاشق ولحن مرتل
كلما استنطقت معانيك شعري ... أرعد القلب بالنشيد وجلجل
وانتزفت اللحون من غور أغوا ... ري كأني أذوب من كل مفصل
وأغنيك والصبابات حولي ... زمر تحتسي قصيدي وتنهل
وأناجي هواك في معرض الأو ... هام في شاطيء الظلام المسربل
وفؤادي يحن في صدري الدا ... مي كما حن في القيود المكبل وهواك الغضوب نار بلا نا ... ر وقلبي هو اللهيب المذلل
পৃষ্ঠা ৩
أنت دنيا الجمال نمنمها السحر ... فأغرى بها الجمال وأذهل
فتنة أي فتنه هز قيثا ... ري صباها ففاض بالسحر وانهل
تسكر الكأس حين تسكرها الكأ ... س وتسقي الرحيق أحلى وأفضل
وفتون يهز شعري كما هز الن ... سين البليل زهرا مبلل
وألاقيك في ضميري كما لاقى ال ... فم المستهام أشهى مقبل
في دمي من هواك حمى البراك ... ين العواتي وألف دنيا تزلزل
وبقلبي إليك ألف عتاب ... وحوار وحين ألقاك أخجل
أنا أهواك للجمال وللإل ... هام للفن للحوار المعسل
والغرام الطهور معاني ... الحب . أسمى ما في الوجود وأنبل
فانفحيني تحية وتلقي ... ما من جوانح الحب مرسل .
هائم
قلبه المستهام ظمآن عاني ... يحتسي الوهم من كئوس الأماني
قلبه ظاميء إليك فصبي ... فيه عطر الهوى وظل التداني
واذكري قلبه الحبيس المعنى ... وامتلئي الكأس من رحيق الحنان
إنه عاشق وأنت هواه ... إنه فيك ذائب الروح فإني
أنت في همسة مناجاة أوتا ... ر وفي صمته أرق الأغاني
إنه في هواك يحرق بالحب ... ويدعوك من وراء الدخان
سابح في هواك يهفو كفكر ... شاعر يرتمي وراء المعاني
أين يلقاك أين ماتت شكاوا ... ه وجفت أصداؤه في اللسان
إنه ظاميء إلى ريك الحا ... ني مشوق إلى الظلال الحواني
تائه في الحنين يهوى كروح ... ضائع يسأل الدجا عن كيان
ظاميء يشرب الحريق المدمى ... ويعاني من الظمأ ما يعاني
أنت في قلبه الحياة وكل الح ... ب كل الهوى وكل الغواني
فيك كل الجمال فيك التقى الحس ... ن وفيك التقت جميع الحسان
لم يهب قلبه سواك ولكن ... لم يذق منك غير طعم الهوان
فامنحيه يا واحة الحب ظلا ... وانفضي حوله ندى الأقحوان
واسكبي الفجر في دجاه وزفي ... في شقا حبه رفيف الجنان
إنه هائم يعيش ويفنى ... بين جور الهوى وظلم الزمان ميت لم يمت كما يعرف النا ... س ولكن يموت في كل آن
পৃষ্ঠা ৪
سحر الربيع
رصع الدنيا أغاريد وشعرا ... وتفجر يا ربيع الحب سكرا
وافرش الأرض شعاع وندى ... وترقرق في الفضا سحرا وإغرا
يا ربيع الحب لاقتك المنى ... تحتسي من جوك سحرا
يا عروس الشعر صفق للغنا ... ترقص في ضفاف الشعر كبرا
أسفرت دنياك للشعر كما ... أسفرت للعاشق المحروم عذرا
فهنا الطير تغني وهنا ... جدول يذري الغنا ريذا وطهرا
وصبايا الفجر في حضن السنا ... تنثر الأفراح والإلهام نثرا
والسهول الخضر تشدو والربا ... جوقة تجلو صبايا اللحن خضرا
فكأن الجو عزف مسكر ... والحياة الغضة الممراح سكرى
والرياحين شذيات الغنا ... تبعث اللحن مع الأنسام عطرا
وكأن الروض في بهجته ... شاعر يبتكر الأنغام زهرا
وكأن الورد في أشواكه ... مهج أذكى عليها الحب جمرا
وكأن الفجر في زهر الربا ... قبلة عطرية الأنفاس حرا
***
يا ربيع الحب يا فجر الهوى ... ما أحيلاك وما أشذاك نشرا
طلعة فوجا وجو شاعر ... عاطفي كله شوق وذكرى
تبعث الدنيا حسنها ... مثلما تجلو ليالي العرس بكرا
وتبث الحب في الأحجار لو ... أن للأحجار أكبادا وصدرا
أنت فجر كلما ذر الندى ... أنبتت من نوره الأغصان فجرا
أنت ما أنت جمال سائل ... لم يدع فوق بساط الأرض شبرا
وفتون ملهم يضفي على ... صبوات الفن إلهاما وفكرا
ترانيما وفنا كله ... عبقريات توشي الأرض تبرا
ما ربيع الحب يا شعر وما ... سحره أنت بسحر الكون أدرى
كلما أورقت الأعشاب في ... حضنه أورقت الأرواح بشرى
هو سر الأرض غذته السما ... وجلته فتنا بيضا وسمرا
ورواها الفن لحنا للهوى ... وأدارته كئوس الزهر خمرا
منظر أودعه فن السما ... من فنون الخلد والآيات سرا
طائر الربيع
يا شاعر الأزهار والأغصان ... هل أنت ملتهب الحشا أو هاني
ماذا تغني ، من تناجي في الغنا ... ولمن تبوح بكامن الوجدان ؟
পৃষ্ঠা ৫
هذا نشيدك يستفيض صبابة ... حرى كأشواق المحب العاني
في صوتك الرقراق فن مترف ... لكن وراء الصوت فن ثاني
كم ترسل الألحان بيضا إنما ... خلف اللحون البيض دمع قاني
هل أنت تبكي أم تغرد في الربا ... أم في بكاك معازف وأغاني
***
يا طائر الإنشاد ما تشدو ومن ... أوحى إليك عرائس الألحان
أبدا تغني للأزاهر والسنا ... وتحاور الأنسام في الأفنان
وتظل تبتكر الغنا وتزفه ... من جو بستان إلى بستان
وتذوب في عرش الجمال قصائدا ... خرسا وتستوحي الجمال معاني
لا الحزن ينسيك النشيد ولا الهنا ... بوركت يابن من فنان
***
يا بن الرياض - وأنت أبلغ منشد - ... غرد وخل الصمت للإنسان
واهتف كما تهوى ففنك كله ... حب وإيمان وعن إيمان
دنياك يا طير الربيع صحيفه ... ذهبية الأشكال والألوان
وخميلة خرسا يترجم صمتها ... عطر الزهور إلى النسيم الواني
والزهر حولك في الغصون كأنه ... شعر الحياة مبعثر الأوزان
والعشب يرتجل الزهور حوالما ... ويرف بالظل الوديع الحاني
وطفولة الأغصان راقصة الصبا ... فرحا ودنياها صبا وأماني
والحب يشدو في شفاه الزهر في ... لغة الطيور وفي فم الغدران
والورد يدمى بالغرام كأنه ... من حرقة الذكرى قلوب غواني
***
يا طائر الإلهام ما أسماك عن ... لهو الورى وعن الحطام الفاني
تحيا كما تهوى الحياة مغردا ... مترفعا عن شهوة الأبدان
لم تستكن للصمت ؛ لم تذغن له ... بل أنت فوق الصمت والإذغان
هذي الطبيعة أنت شاعر حسنها ... تروي معانيها بسحر بيان
ترجمت أسرار الطبيعة نغمة ... أبدية في صوتك الرنان
وعزفت فلسفة الربيع قصيدة ... خضرا من الأزهار والريحان
***
هذا ربيع الحب يملي شعره ... فتنا معطرة على الأكوان
يصبو ودنيا الحب في أفيائه ... تصبو على إشراقه الفتان
الفن فنك يا ربيع الحب يا ... سحر الوجود وفتنة الأزمان عودة القائد
পৃষ্ঠা ৬
لمن الجموع تموج موج الأبحر ... وتضج بين مهلل ومكبر
لمن الهتاف يشق أجواز الفضا ... ويهز أعطاف النهار المسفر
ولمن تجاوبت المدافع وانبرت ... صيحاتها كضجيج يوم المحشر
لمن الطبول تثرثر الخفقات في ... ترنيمها المتهدج المتكسر
ولمن زغاريد الحسان كأنها ... خفقات أوتار ورعشة مزهر
ولمن تفيض حماجر الأبواق من ... أعماقها بترنم المستبشر
للقائد الأعلى الموشح بالسنا ... علم الفتوح وقاهر المستعمر
لولي " عهد الملك " بناء الحمى ... حلم البطولة والطموح العبقري
أهلا " ولي العهد " فانزل مثلما ... نزل الشعاع مباسم الزهر الطري
أشرقت في مقل الجزيرة كالضحا ... كالصبح كالسحر الندي المقمر
وعلى جبينك غار أكرم فاتح ... وعلى محياك ابتسام نظفر
لما طلعت أفاقت " الخضرا على ... فجر بأنفاس الخلود معطر
وتعانقت فتن الجمال وتمتمت ... بالعطر أعراس الربيع الأخضر
وتسابق الإنشاد فيك وهازجت ... نغم المعري أغنيات البحتري
وهفت إليك من القوافي جوقة ... سكرى متيمة الغناء المسكر
***
يا من تشخصت المنى في شخصه ... وأهل فجر عدالة وتحرر
حقق طموح الشعب واجعل حلمه ... فوق الحقيقة فوق كل تصور
وافيت فانتفضت أماني أمة ... شما وشق البعث مرقد " حمير "
ويكاد " دويزن " يبعثر قبره ... ويطل حمير من وراء الأعصر
بلقيس يا أم الحضارة أشرقي ... من شرفة الأمس البعيد وكبري
واستعرضي زمر الأشعة واسبحي ... فيها بناظرك الكحيل الأحور
مولاتي الحسنا أطلي وانظري ... من زهوة الأجيال ما لم تنظري
وتغطرسي ملء الفتون وعنوني ... فمك الجميل ببسمة المستفسر
ها نحن نبني فوق هامة مأرب ... وطنا ونبني ألف صرح مرمري
ونشيد في وطن العروبة وحدة ... فوق الثريا خلف أفق " المشتري "
هي وحدة العرب الأباه تسنمت ... في ربوه التاريخ أرفع منبر
وتعانقت صنعا ومصر وجلق ... فيها عناق الشوق والحب البري وجرى على النيل المصفق صنوة ... بردى فصفق كوثر في كوثر
পৃষ্ঠা ৭
وارتادت " الخضرا " الكنانة فانتشت ... نسمات مأرب في أصيل الأقصر
لولاك يا بطل الخلافة ما احتوى ... صنعا وجلق حضن أم الأزهر
صافحت مصر فزدت في بنيانها ... " هرما " إلى الهرم الأشم الأكبر
أرض الجنوب - وأنت نخزة ثأرها - ... ظمأ تحن إلى الصراع الأحمر
أرضي ودار أبي وجدي لم تزل ... في قبضة المتوحش المتنمر
تطوي على حلم الجهاد عيونها ... وتئن تحت الغاصب المستهتر
لا حرمة الإنسان تزجره ولا ... شرف ولا نهى المتحضر
متجبر وأصم لم يسمع سوى ... رهج الحديد المارد المتجبر
فازحف إليه يابن بجدتها على ... لجج السلاح الفاتح المتهور
يا خير من لبى ومن نودي ومن ... يغشى الوغى كالهول كالليث الجري
هذي وعامتك الفتية قصة ... بفم الفتوح وفي شفاه الأدهر
***
يا بدر هذا الشعب أنت زعيمة ... وهواك سحر غرامة المتعسر
حملتك روح الشعب إيمانا فلم ... تخفق بحب سواك بل لم تشعر
فاسلم لتاريخ الزعامة آية ... بيضا كبهجة عصرك المتبلور
عروس الحزن
منزلها الكبير بجوار الصغير ، وقد لفني وإياها عاطف الحنان والحنين فتلاقينا على بعد . تظل تغني ، وأظل أصغي إلى أغانيها ، وصوتها يتعثر في دمعها ، ودمعها يتحشرج في صوتها ، وفي نغماتها تتحاضن الدموع والترنم ، كأن صوتها عود ذو وتر واحد ، بعضه يبكي ، وب
صوتها دمع وأنغام صبايا ... وابتسامات وأنات عرايا
كلما غنت جرى من فمها ... جدول من أغنيات وشكايا
أهي تبكي أم تغني أم لها ... نغم الطير وآهات البرايا ؟
صوتها يبكي ويشدو آه ما ... ذا وراء الصوت ما خلف الطوايا ؟
هل لها قلب سعيد ولها ... غيره قلب شقي في الرزايا ؟
أم لها روحان : روح سابح ... في الفضا الأعلى وروح في الدنايا ؟
أم تلاقت في حنايا صدرها ... صلوات وشياطين خطايا ؟
أن تناجت في طوايا نفسها ... لحن عرس وجراحات ضحايا ؟
পৃষ্ঠা ৮
لست أدري . صوتها يحرقني ... بشجوني إنه يدمي بكايا
كلما طاف بسمعي صوتها ... هز في الأعماق أوتار شجايا
وسرى في خاطري مرتعشا ... رعشة الطيف بأجغان العشا
أترى الحزن الذي في شجوها ... رقة الحرمان أم لطف السحابا
أم تراها هدجت في صوتها ... قطع القلب وأشلاء الحنايا
كلما غنت .. بكت نغمتها ... وتهاوى القلب في الآه شظايا
هكذا غنت ، وأصغيت لها ... وتحملت شقاها وشقايا
***
يا عروس الحزن ما شكواك من ... أي أحزان ومن أي البلايا
ما الذي أشقاك يا حسنا ؟ وهل ... للشقا كالناس عمر ومنايا ؟
هل يموت الشر ؟ هل للخير في ... زحمة الشر سمات ومزايا ؟
كيف تعطي أمنا الدنيا المنى ... وهي تطوي عن أمانينا العطايا
ولقوم تحمل البذل كما ... يحمل إلى الحسنا الهدايا
هل هي الدنيا التي تحرمني ... أم تراخت عن عطاياها يدايا ؟
أنا حرماني وشكوى فاقتي ... أنا آلامي ودمعي وأسايا
لم يرع قلبي سوى قلبي أنا ... لا ولا غذبني شيء سوايا !
جارتي ، ما أضيق الدنيا إذا ... لم تشق النفس في النفس زوايا
أثيم الهوى
جريح الإبا صامت لا يعي ... وفي صمته ضجة الأضلع
وفي صدره ندم جائع ... يلوك الحنايا ولم يشبع
تهدده صيحة الذكريا ... ت كما هدد الشيخ صوت النعي
ويقذفه شبح مفزع ... إلى شبح موحش مفزع
ويصغي ويصغي فلم يستمع ... سوى هاتف اللإثم في المسمع
ولم يستمع غير صوت الضمير ... يناديه من سره الموجع
فيشكو إلى من ؟ وما حوله ... سوى الليل أو وحشة المخدع
كئيب يخوفه ظلمه ... فيرتاع من ظله الأروع
وفي كل طيف يرى ذنبه ... فماذا يقول وما يدعي
فيملي على سره قائلا ... أنا مجرم النفس والمطمع
أنا سارق الحب وحدي ! أنا ... خبيث السقا قذر المرتع
هوت إصبعي زهرة حلوة ... فلوثت من عطرها إصبعي
توهمتها حلوة كالحيا ... ة فكانت أمر من المصرع
أنا مجرم الحب يا صاحبي ... فلا تعتذر لي فلم تقنع ولا ، لا تقل معك الحب بل ... جريمته والخطايا معي
পৃষ্ঠা ৯
ومال إلى الليل والليل في ... نهايته وهو لم يهجع
وقد آن للفجر أن يستفيق ... وينسل من مبسم المطلع
وكيف ينام " أثيم الهوى " ... وعيناه والسهد في موضع
هنا ضاق بالسهد والذكريات ... وحن إلى الحلم الممتع
فألقى بجثته في الفرا ... ش كسير القوى ذابل المدمع
ترى هل ينام وطيف الفجو ... ر ورائحة الإثم في المضجع ؟
وفي قلبه ندم يستقي ... دماه وفي حزنه يرتعي
وفي مقلتيه دموع وفي ... حشاه نجيب بلا أدمع
فماذا يلاقي وماذا يحس ... وقد دفن الحب في البلقع
وعاد وقد أودع السر من ... حناياه في شر مستودع
فماذا يعاني ؟ ألا إنه ... جريح الإبا صامت لا يعي
هكذا قالت
أشقيتني من حيث إمتاعي ... فليتعني من ظلمك الناعي
آلفتني حتى ألفت اللقا ... تركتني وحدي لأوجاعي ؟
أطمعتني فيك فخلفتني ... لجوع آمالي وأطماعي
ورحت - لا عدت - وألقيتني ... وديعة في كف مضياع
إن لم يكن لديك قلب ، فهل ... رحمت قلبا بين أضلاعي
رعيتني حتى ملكت الغنى ... عني فكنت الذئب في الراعي
يا ظالمي والظالم طبع الحنى ... قطفت عمري قبل إيناعي
قد ضاع ما أرجو فما خيفتي ... إذا دعاني للفنا داعي
لا ، لم أعاتبك فقد أقلعت ... عنك شجوني أي إقلع
إن كنت خداعا فإن الورى ... ما بين مخدوع وخداع
ما بين غلاب ومستسلم ... ما بين محروم وإقطاعي
أواه كم أشقى وأسعى إلى ... قبري وويح السعي والساعي
وهكذا قالت ، وفي صوتها ... دموع قلب جد ملتاع
ليالي الجائعين
هذي البيوت الجاثمات إزائي ... ليل من الحرمان والإدجاء
من للبيوت الهادمات كأنها ... فوق الحياة مقابر الأحياء
تغفو على حلم الرغيف ولم تجد ... إلا خيالا منه في الإغفاء
وتضم أشباح الجياع كأنها ... سجن يضم جوانح السجناء
وتغيب في الصمت الكئيب كأنها ... كهف وراء الكون والأضواء خلف الطبيعة والحياة كأنها ... شيء وراء طبائع الأشياء
পৃষ্ঠা ১০
ترنو إلى الأمل المولي مثلما ... يرنو الغريق إلى المغيث النائي
وتلملم الأحلام من صدر الدجا ... سردا كأشباح الدجا السوداء
***
هذي البيوت النائمات على الطوى ... توم العليل على انتفاض الداء
نامت ونام الليل فوق سكونها ... وتغلفت بالصمت والظلماء
وغفت بأحضان السكون وفوقها ... جثث الدجا منثورة الأشلاء
وتلملمت تحت الظلام كأنها ... شيخ ينوء بأثقل الأعباء
أصغى إليها الليل لم يسمع بها ... إلا أنين الجوع في الأحشاء
وبكا البنين الجائعين مرددا ... في الأمهات ومسمع الآباء
ودجت ليالي الجائعين وتحتها ... مهج الجياع قتيلة الأهواء
****
يا ليل ، من جيران كوخي ؟ من هم ... مرعى الشقا وفريسة الأرزاء
الجائعون الصابرون على الطوى ... صبر الربا للريح والأنواء
الآكلون قلوبهم حقدا على ... ترف القصور وثروة البخلاء
الصامتون وفي معاني صمتهم ... دنيا من الضجات والضوضاء
ويلي على جيران كوخي إنهم ... ألعوبة الإفلاس والإعياء
ويلي لهم من بؤس محياهم ويا ... ويلي من الإشفاق بالبؤساء
أنوح للمستضعفين وإنني ... أشقى من الأيتام والضعفاء
وأحسهم في سد روحي في دمي ... في نبض أعصابي وفي أعضائي
فكأن جيراني جراح تحتسي ... ري الأسى من أدمعي ودمائي
ناموا على البلوى وأغفي عنهمو ... عطف القريب ورحمة الرحماء
ما كان أشقاهم وأشقاني بهم ... وأحسني بشقائهم وشقائي
حين يشقى الناس
أنت ترثي كل محزون ولم ... تلق من يرثيك في الخطب الألد
وأنا يا قلب أبكي إن بكت ... مقلة كانت بقربي أو ببعدي
وأنا أكدى الورى عيشا على ... أنني أبكي لبلوى كل مكد
حين يشقى الناس أشقى معهم ... وأنا أشقى كما يشقون وحدي !
وأنا أخلو بنفسي والورى ... كلهم عندي ومالي أي عندي
لا ولا لي في الدنا مثوى ولا ... مسعد إلا دجا الليل وسهدي لم أسر من غربة إلا إلى ... غربة أنكى وتعذيب أشد
পৃষ্ঠা ১১
متعب وركبي قدمي ... والأسى زادي وحمى البرد بردي
والدجا الشاتي فراشي وردا ... جسمي المحموم أعصابي وجلدي
الشاعر
طائر عشه الوجود وقلب ... ملهم عاشق وروح نبيلة
ركب الله في طبيعته الفن ... وفي فكره طموح الفضيلة
ينشر اللحن في الوجود ويطوي ... بين أضلاعه الجراح الدخيلة
يفعم الكون من معانيه شهدا ... ورحيقا حلوا ويطفي غليله
ويوشي الحياة سحرا كما وش ... ت خيوط الصباح زهر الخميلة
وفنونا ألذ من بسمة الطفل ... ومن نسمة الصباح العليلة
وحوارا أرق من قبل الحب ... على وجنه الفتاة الجميلة
أنت - يا شاعر الحياة - حياة ... و" كمنج " حي ودنيا ظليلة
تعشق النور والندى وسمو ال ... روح في النش والعقول الجليلة
وتحب الطموح في الأنفس العظمى ... وتحنو على النفوس الضئيلة
تستشف الجمال من ظلم الليل ... ومن زهرة الربيع البليله
من سكون الدجا ومن هجهة الصح ... را وحشة القفار المهيلة
وترى الورد في الغصون خدودا ... قانيات والليل عينا كحيلة
قد عرفت الجمال في كل شيء ... وتغنيت همسة وهديله
وتوحدت للجمال تناجيه ... وللفن تستقي سلسبيله
ورفضت النفاق والزور والزل ... فى وخليت للورى كل حيله
ونبذت الرواغ والملق المخ ... زي وأعباءه الجسام الثقيلة
لم تحاول وظيفة المنصب العا ... لي ولا تبتغي إليه وسيلة
لا ولا تعشق النقود اللواتي ... نقشتها يد الحياة الذليلة
قد تخليت للجمال تناجي ... هالة الوحي والسماء الصقيلة
فرأيت الفضائل البيض في الدن ... يا ولم تلمح الحنى والرذيلة
عشت في الطهر للخيال توف ... يه كما وافت الخليل الخليله
طائرا عن عوالم الشر لما ... أودع الله فيك روحا غسيله
سائل
مررت بشيخ أصفر العقل واليد ... يدب على ظهر الطريق ويجتدي
ثقيل الخطا يمشي الهويتى بجوعه ... واحزانه مشي الضرير المقيد ويمضي ولا يدري إلى أين ينتهي ... ولم يدر قبل السير من أين يبتدي
পৃষ্ঠা ১২
ويزجي إلى الأسماع صوتا مجرحا ... كئيبا كأحلام الغريب المشرد
يمد اليد الصفرا إلى كل عابر ... ولم يجن إلا اليأس من مدة اليد
فيلقي على الكف النحيل جبينه ... ويسأل هل في الأرض ظل لمسعد
هو الشر ملء الأرض والشر طبعها ... هو اشر ملء الأمس واليوم والغد
وهذا غبار الأرض آهات خيب ... وهذا الحصى حبذات دمع مجمد
رمى الشيخ فيما حوله نظرة الأسى ... ومر كطيف المستكين المهدد
فيا للفقير الشيخ يمشي على الطوى ... وفي مأتم الشكوى يروح ويغتدي
يظن أكف الناس تهوي بجودها ... إليه ولم يبصر سوى وهمه الردي
وجوع يلوي نفسه في ضلوعة ... فينساق لا يدري إلى أين يهتدي
الشمس
أطلت من الأفق بنت السماء ... مغلفة بالشعاع الندي
ووشت بساط الفضا بالسنا ... وباللهب البارد العسجدي
وبالوهج الدافيء المشتهي ... وبالمنظر السحري الأجود
فجنت بها نشوات الصبا ... وفاضت بصدر الضحا الأمرد
وأهدت سناها السماوي إلى ... رءوس الربا واثرى الأوهد
إلى الطود والسهل والمنحنى ... إلى الماء والطين والجلمد
إلى الكوخ والقصر مهد الغنى ... إلى السوق والسجن والمعبد
ووزعت النور في العالم ... ين وجادت على العبد والسيد
على المترفين على البائ ... سين على المجتدى وعلى المجتدي
وأدت رسالتها حرة ... إلى أقرب الكون والأبعد
جرى عدل بنت السما في الوجو ... د حفيا بجيده والردي
وأنفقت النور أم الضحا ... فزادت ثراء إلى سؤدد
وأربت جمالا وزادت سنا ... ونورا إلى نورها السرمدي
وطالت حياة فما تنتهي ... من العمر إلا لكي تبتدي
وأعطت فدام سنا ملكها ... جديد الصبى دائم المولد
وما زادها كثر إنفاقها ... سوى الترف الأكثر الأخلد
***
لقد ضرب الله أمثاله ... ومن يضلل الله لا يهتدي
পৃষ্ঠা ১৩
أنا والشعر
هاتي التآويه يا قيثارتي هاتي ... ورددي من وراء الليل آهاتي
وترجمي صوت حبي للجمال ففي ... نجواك - يا حلوة النجوى - صبابتي
قيثارتي صوت أعماقي عصرت بها ... روحي وأفرغت في أوتارها ذاتي
***
قيثارتي أنت أم اشعر لم تلدي ... إلا غنا الخلد أو لحن البطولات
أودعت نجواك آيات النبوغ فيا ... قثارتي لقني التاريخ آياتي
وغردي بخيالاتي العذاب فما ... حقيقة السحر إلا من خيالاتي
وشاعر الطبع موسيقى الغيوب إذا ... غنى أرى الأرض أسرار السموات
قيثارتي إني ابن الشعر أنجبني ... للخلد ، للعبقريات الفتيات
وللحياة وللدنيا ونضرتها ... للحب للنور للزهر الصبيات
***
وحدي مع الشعر هزتني عواطفه ... فرقصت عطفه النشوان رناتي
وشف لي خافي الدنيا وألهمني ... سحر الجمال وأسرار الجلالات
وهبت للشعر إحساسي وعاطفتي ... وذكرياتي وترنيمي وأنتي
فهو ابتسامي ودمعي وهو تسليتي ... وفرحتي وهو آلامي ولذاتي
يفنى الفنا ! وأنا والشعر أغنية ... على فم الخلد يا رغم الفنا العاتي
أحيا مع الشعر يشدو بي وأنشده ... والخلد غاياته القصوى وغاياتي
بعد الحب
لا تسل كيف ابتدينا ... لا ، ولا كيف انتهينا
لا تقل كيف انطوى الحب ... ولا كيف انطوينا
ملعب دار بعمرينا ... فولى من لدينا
وانقضى الدور فعدنا ... عنه من حيث أتينا
لا تسل كيف تنائي ... نا ولا كيف التقينا
لا تقل كنا وكان الشوق منا وإلينا
هل شربنا خمرة الحب وهل نحن ارتوينا
آه لا خمر ولا حب ... متى كان وأينا
لاحت الكأس لثغري ... نا وجفت في يدينا
***
عندما لاح بريق الكأس ولت بالبريق
وارتشفنا من رحيق الحب أطياف الرحيق
وتلاشي حلم الصفو ... كأنفاس الغريق
هكذا كان تلاقينا ... على الدور الأنيق
***
وانتهى الدور وها نحن انتهينا من صبانا
حيث طاف الحب كالوهم ... وكالوهم تفانى
وانطوى عنا كما تطوي ... الدياجير الدخانا وتركنا في الرمال الحب ... آثار خطانا
পৃষ্ঠা ১৪
غير أنا قد نسينا ... أو تناسينا لقانا
وسألنا الوهم بعد الحب هل كنا وكانا
أين منا الملعب الطفل تناغيه منانا
***
ملعب درنا به حينا ... فأصابانا وملا
ملعب ما كان أصفا ... ه وما أشهى وأحلى
غاب في الأمس فولينا ... عن الأمس وولى
وتسلينا ومن لم ... يلق ما يهوى تسلى
روح شاعر
صافحتك القلوب قبل النواظر ... واستطارت إلى لقاك الخواطر
وتلقاك عالم اليمن الحر ... كما لاقت النفوس البشائر
وارتمى يسكب التراحيب ألوا ... نا كما تسكب اللحون القياثر
وتملت نزولك اليمن الخضرا ... قاضت بالأغنيات الحناجر
وتنزلت في معاني حماها ... مثلما ينزل الشعاع المحاجر
وهفا الموطن الكريم يحيي ... مشعل العلم في سناك الباهر
وتغلغلت في حناياه كالإيمان ... كالطهر في عفاف الضمائر
كالمنى في القلوب كالدم في الأبدان ... كالسكر في دماغ المعاقر
قد تلقاك موطني ينثر الترا ... حيب في راحتك نثر الجواهر
وانتشى من شعاعك العلم لما ... زرت " دار العلم " يا خير زائر
وازدهى الشعر ينثر النغم الحل ... وكما ينثر الربيع الأزاهر
قد رأى "موطني " بمرآك " مصرا " ... منبت الفن والإبا والعباقر
مصر أم الحجار واليمن ال ... سامي وأم الشآم أم الجزائر
وحدة العرب راية في رباها ... ومنى العرب في يديها وزاجر
شادها الله العروبة دارا ... وابتناها بنيرات الزواهر
بلدة تنبت العلوم وأرض ... تلد المجد والعلا والمفاخر
نيلها المستفيض أنشودة الله ... على مسمع الليالي العوابر
وحماها كنانه الله تر ... مي في وجوه العدا السهام الثوائر
***
يابن مصر التي تلاقت عليها ... شيم العرب والنفوس الحرائر
علمك العلم ينشر الدين في الدنيا ... كما تنشر الشعاع المنائر
وتجوب الشعوب في خدمة الإسلام ... والحق وارتباط الأواصر
إيه عزام أنت وعي من النيل ... إلى العرب تستثير المشاعر وسفير تشيد الوحدة الشما ... وتستنهض السنا في البصائر
পৃষ্ঠা ১৫
وتنادي البلاد للإتحاد الحر ... والاتحاد أقوى مناصر
إن في وحدة العروبة مجدا ... خالدا ثائرا على كل ثائر
إنما العرب أمة وحدتها ... لغة الضاد والدما والعناصر
إنما العرب أمة هزت الدنيا ... وشقت سود الخطوب العواكر
إن للعرب غابرا داس " كسرى " ... وتمشى على رءوس القياصر
فاستمدي يا أمتي من سنا الما ... ضي معاليك واعمري خير حاضر
يأنف المجد أن يلاقي بنيه ... في يدي غاصب وفي كف آسر
فاطمحي أمتي إلى كل مجد ... وانهضي نهضة الصباح الباكر
يا سفير التضامن الحر غنت ... سعيك الحر أمنياتي الشواعر
وتلاشت على هوى العرب روحي ... نغما ملهم الغنا والمزاهر
ونشيدا أفرغت فيه أحاسيسي ... وذاتي وخافقي والسرائر
فتلقى يا شاعر النيل شعري ... فهو شعر عنوانه " روح شاعر
أمي
تركتني ها هنا بين العذاب ... ومضت ، يا طول حزني واكتئابي
تركتني للشقا وحدي هنا ... واستراحت وحدها بين التراب
حيث لا جور ولا بغي ولا ... ذرة تنبي وتنبي بالخراب
حيث لا سيف ولا قنبلة ... حيث لا حرب ولا لمع حراب
حيث لا قيد ولا سوط ولا ... ظالم يطغى ومظلوم يحابي
***
خلفتني أذكر الصفو كما ... يذكر الشيخ خيالات الشباب
ونأت عني وشوقي حولها ... ينشد الماضي وبي - أواه - ما بي
ودعاها حاصد العمر إلى ... حيث أدعوها فتعيا عن جوابي
حيث أدعوها فلا يسمعني ... غير صمت القبر والقفر اليباب
موتها كان مصابي كله ... وحياتي بعدها فوق مصابي
***
أين مني ظلها الحاني وقد ... ذهبت عني إلى غير إياب
سحبت أيامها الجرحى على ... لفحة البيد وأشواك الهضاب
ومضت في طرق العمر فمن ... مسلك صعب إلى دنيا صعاب
وانتهت حيث انتهى الشوط بها ... فاطمأنت تحت أستار الغياب
***
آه " يا أمي " وأشواك الأسى ... تلهب الأوجاع في قلبي المذاب فيك ودعت شبابي والصبا ... وانطوت خلفي حلاوات التصابي
পৃষ্ঠা ১৬
كيف أنساك وذكراك على ... سفر أيامي كتاب في كتاب
إن ذكراك ورائي وعلى ... وجهتي حيث مجيئي وذهابي
كم تذكرت يديك وهما ... في يدي أو في طعامي وشرابي
كان يضنيك نحولي وإذا ... مسني البرد فزنداك ثيابي
وإذا أبكاني الجوع ولم ... تملكي شيئا سوى الوعد الكذاب
هدهدت كفاك رأسي مثلما ... هدهد الفجر رياحين الروابي
***
كم هدتني يدم السمرا إلى ... حقلنا في ( الغول ) في ( قاع الرحاب )
وإلى الوادي إلى الظل إلى ... حيث يلقي الروض أنفاس الملاب
وسواقي النهر تلقي لحنها ... ذائبا كاللطف في حلو العتاب
كم تمنينا وكم دللتني ... تحت صمت الليل والشهب الخوابي
***
كم بكت عيناك لما رأتا ... بصري يطفا ويطوي في الحجاب
وتذكرت مصيري والجوى ... بين جنبيك جراح في التهاب
***
ها أنا يا أمي اليوم فتى ... طائر الصيت بعيد الشهاب
أملأ التاريخ لحنا وصدى ... وتغني في ربا الخلد ربابي
فاسمعي يا أم صوتي وارقصي ... من وراء القبر كالحورا الكعاب
ها أنا يا أم أرثيك وفي ... شجو هذا الشعر شجوي وانتحابي
فلسفة الجراح
متألم . مما أنا متألم ؟ ... حار السؤال . وأطرق المستفهم
ماذا أحس . وآه حزني بعضة ... يشكو فأعرفه وبعض مبهم
بي ما علمت من الأسى الدامي وبي ... من حرقة الأعماق ما لا أعلم
بي من جراح الروح ما أدري وبي ... أضعاف ما أدري وما أتوهم
وكأن روحي شعلة مجنونة ... تطغى فتضرمني بما تتضرم
وكأن قلبي في الضلوع جنازة ... أمشي بها وحدي وكلي مأتم
أبكي فتبتسم الجراح من البكا ... فكأنها في كل جارحة فم
***
يا لابتسام الجرح كم أبكي وكم ... ينساب فوق شفاهه الحمرا دم
أبدا أسير على الجراح وأنتهي ... حيث ابتدأت فأين مني المختم
وأعارك الدنيا وأهوى صفوها ... لكن كما يهوى الكلام الأبكم وأبارك الأم الحياة لأنها ... أمي وكظي من جناها العلقم
পৃষ্ঠা ১৭
حرماني الحرمان إلا أنني ... أهذي بعاطفة الحياة وأحلم
والمرء إن أشقاه واقع شؤمه ... بالغين أسعده الخيال المنعم
***
وحدي أعيش على الهموم ووحدتي ... باليأس مفعمة وجوي مفعم
لكنني أهوى الهموم لأنها ... فكر أفسر صمتها وأترجم
أهوى الحياة بخيرها وبشرها ... وأحب أبناء الحياة وأرحم
وأصوغ " فلسفة الجراح " نشائدا ... يشدو بها اللاهي ويشجي المؤلم
تحت الليل
منك الجمال ومني اللحن والشادي ... يا خمرة الحب في أكواب إنشادي
وحدي أغنيك تحت الليل محتملا ... جوع الغرام ، وأشواق الهوى زادي
هنا أناجيك والأطياف تدفعني ... في عالم الحب من واد إلى وادي
والقلب في زحمة الأشواق مضطرب ... كزورق بين إرغاء وإزباد
ووحشة الظلمة الخرسا تهددني ... كأنها حول نفسي طيف جلاد
والصمت يجثو على صدر الوجود وفي ... صمتي ضجيج الغرام الجائع الصادي
والليل يسري كأعمى ضل وجهته ... وغاب عن كفه العكاز والهادي
كأنه فوق صمت الكون قافلة ... ضلت وضل الطريق السفر والحادي
ولم أزل أشتهي منك بارقة ... من عاطف الحب ، أو إشراق إسعاد
وحبك الحب أخفيه فأنفثه ... شعرا فينصب خافية إلى البادي
وحدي أناديك من خلف الشجون فيا ... نجية الحب نادي لوعتي نادي
فطالما تهت في دنيا هواك وما ... هومت خلف الخيال الرائح الغادي
أهفو إليك وحولي كل أمنية ... تفنى ولليأس حولي ألف ميلاد
واليأس يطغى وجوع الحب في كبدي ... يضج ما بين إبراق وإرعاد
البعث العربي
وحدة المجد والفخار التليد ... زعزعت مرقد الصباح الجديد
واستطارت تحث قافلة الفتح ... وتطوي الحدود بعد الحدود
وتناجي العدا بألسنة النا ... ر وبالموت من شفاه الحديد
وحدة يعربية وانطلاق ... عربي يهز صمت اللحود
إنما العرب ثورة وحدتها ... يقظة البعث وانتفاض الوجود فابن " يحيى " مؤزر " بجمال " ... " وجمال " مؤزر " ط بسعود "
পৃষ্ঠা ১৮
وحدت شملهم كبار الأماني ... والدم الحر واعتزاز الجدود
قد تلاقى الحجار واليمن المي ... مون والنيل في اتحاد الجهود
واستفاقت مواطن العرب الش ... م فعودي يا راية العرب عودي
واذكري في المعارك الحمر " سعدا " ... و" عليا " و" خالد بن الوليد "
تأنف العرب أن تدوس حماها ... الحر شر العبيد أدنى العبيد
آن آن الفدى وثار الدم الحر ... يذيب القيود إثر القيود
يا نفوس اليهود ذوبي ، وذوبوا ... من لظى الغيظ يا عبيد اليهود
فجيوش الجهاد تزحف للثأ ... ر وتهفو إلى الحمى المنشود
يا فلسطين حققت وحدة العر ... ب أمانيك فاطمحي واستزيدي
وانفضي عن رباك سود الليالي ... واستفيقي على زئير الأسود
هذه " غزة " تفيض التهاما ... والجنود الأباة تلو الجنود
وعلى " جدة " تجدد عهد ال ... عرب واهتاج للوثوب المجيد
***
يا بريطانيا وقد هيىء المي ... دان هيا إلى العراك العنيد
إنما نحن أمة تبذل الأر ... واح في ذمة العلا والخلود
تفتدي المجد بالنفوس وتشفى ... غله التأر من جراح الشهيد
فتخلي عن الجنوب وخلي ... " كمران " المصون حر البنود
دون ما تبتغين صاعقة المو ... ت وبرق القنا وقصف الرعود
ويل من يعمر القصور على الن ... ار ولا يتقي حماس الوقود
أمة العرب ضمها الجر ... ح المدمي وكبرياء الحقود
كلها أقسمت بأن تثير الأر ... واح دون الحقوق نثر الورود
وتروي صدر الجهاد وتمحو ... عن جباه الأباة ذل السجود
وترى مجدها البعيد بعيدا ... ولواها يرف خلف البعيد
جددت بالي العهود وأحيت ... ميت المجد والإبا من جديد
وتسامت تشيد مستقبل العر ... ب عل زهوة الصباح الوليد
منبت الحب
ها هنا لاح الحب وغابا ... وتشظى في يد الأمس وذابا
نبت الحب هنا كيف غدا ... في تراب المنبت الزاكي ترابا هذه البقعة ناغت حبنا ... فصبا الحب عليها وتصابى
পৃষ্ঠা ১৯
وسقتنا الحب صفوا وهنا ... ثم أسقتناه ذكرى وانتحابا
كان حب ثم أضحى قصة ... تنقل الأمس خيالات كذابا
قصة تائهة نقرؤها ... من فم الذكرى فصولا وكتابا
***
هذه البقعة كم تعرفنا ... كم سقيناها ترانيما عذابا
وزرعناها وداعا ولقا ... وفرشناها حوارا وعتابا
ليتها تنطق كي تنشدنا ... قصة القلبين خفقا واضطرابا
ليتها لنا نسألها ... عن هوانا ليتها تعطي جوابا
***
نحن ذقنا الحب فيها خمرة ... وصحونا فوجدناه سرابا
نحن غنينا شبابينا هنا ... وتلفتنا فلم نلق الشبابا
***
منبت الحب دعانا للهنا ... فمضينا ننهب الصفو انتهابا
منبت الحب حوانا ظله ... لحظة وانقلب الظل التهابا
فسكبنا حوله المنى ... وملأنا الكأس دمعا وعذابا
ورجعنا عنه نستجدي البكا ... ونباكي أملا في الحب خابا
محنة الفن
أنا من غازل الجمال وغنى ... للمعالي لحنا وللحب لحنا
عاش بين الهوى وبين منى ال ... مجد ولم يلق عمره ما تمنى
واستخف الحياة بالشدو حتى ... زادها فوق حسنها البكر حسنا
***
قلبي القلب يحمل الأمس واليو ... م ويلقي لمقبل العمر ظنا
قلبي القلب لم يفارقه آت ... لا ، ولا الأمس في حناياه يفنى
قلبي القلب إن بكى رقص ال ... دنيا بكاه وحول الدمع فنا
***
دمعة الفن بسمة في شفاه ال ... خلد أصفى من الصباح وأسنى
في ظلال الربيع قطرت أنفا ... سي نشيدا أرق منه وأحتى
وعصرت الشجون في الروضة ال ... غنا لحونا أندى وفنا أغنا
***
من جمال الحياة سلسلت أنغا ... مي وغنيت عطفها فتثنى
من هموم الجياع غنيت للجو ... ع وصغت الهموم بحرا ووزنا
وتخيرت للغني غناء ... مترفا راقصا كاعطاف حسنا
أنا أشدو لكل قلب طروب ... أنا أبكي لكل قلب معنى
***
" محنة الفن " محنة تتعب ال ... فنان والخلد من معانيه يهنا كل ما بي أودعته الشعر لكن ... في ضميري شعر أنا منه مضنى
পৃষ্ঠা ২০
***
لا تسلني يا صاحبي أي شعري ... كان أعلى أو أيه كان أدنى
أجمل الشهر نغمة لم أوفعها ... وصمتي يطوي لها ألف معنى
فتنفس يا صمت شعري بما ف ... يك لعلي يا شعر أن أطمئنا
وتأوه لعل آهاتك الجر ... حى تلاقي في ضجة الكون أذنا
آه يا شعر آه قد قيد الصمت ... أغانيك فاتخذ منه سجنا
من هواها
أنا وحدي هنا وكلي لديها ... أسكب القلب قبلة في يديها
فهي خلف البعاد والوهم يدني ... ها ويدني إلى فمي شفتيها
من صباها جنيت أزهار شعري ... ولقتطفت اللحون من وجنتيها
من هواها أذوب منها ، وفيها ... من هواها بكيت منها عليها
كلما شئت أن أفر بقلبي ... من هواها فررت منها إليها
***
أين عنها أحيد أو ... أين بالقلب أنفر
وهي جوي ومهبطي ... وهواي المسعر
وهي في القلب عالم ... بالصبابات يزخر
***
وهي في الصدر ألف قلب يغني ... بهواها وموجة من لهيب
إنها وحدها نصيبي من ال ... حب ويا حب أين مني نصيبي ؟
هي دنيا تموج بالسحر والدل ... وترفض بالسنا والطيوب
حلوة كالأشعة الزهر كالأش ... واق كالشعر كالخيال العجيب
فهي فن مجسد يلهم الفن ... حوار السما ونجوى الغيوب
***
وهي سحر مركب ... وفتون مجسم
كل صوت يمر في ... شفتيها ترنم
وكأن الحروف من ... ثغرها الحلو تبسم
***
كلما حدثت تلألأت الأل ... فاظ من ثغرها كفجر الربيع
ومشت في حديثها نشوة ال ... حسن وترنيمة الدلال الطبيعي
إنها والهوى بأعطاف لحني ... رقصة السحر والجمال الرفيع
حبها في فمي نشيد أغني ... ه ولحن مذوب في دموعي
لا فراق وإن تناهى بها البع ... د وقلبي وحبها في ضلوعي
***
لا انقطاع فحبنا ... أبدي وملهم
حبنا شاعر على ... ربوة الخلد يحلم
لا انفصال فإننا ... في عروق الهوى دم
راهب الفن
ساهر الجرح لم ينم ... كيف يغفو على الضرم مؤلم كلما بكى ... سخر الجرح وابتسم
পৃষ্ঠা ২১