ولما أساء الناس جيرة ربهم
ولم يرعها منهم رئيس ولا وغد
أراهم مقاما ليس يرعى لجاره
ذمام ولم يحفظ لساكنه عهد
مدينة نار أحكمت شرفاتها
وأبراجها والسور إذ أبدع الوقد
وقد أبصرتها أهل بصرى كأنما
هي البصرة الجاري بها الجزر والمد
أضاءت على بعد المزار لأهلها
من الإبل الأعناق والليل مربد
أشارت إلى أن المدينة قصدها
ولله سر أن فدى ابن خليله
يروح ويغدو كل هول وكربة
على الناس منها إذ تروح وإذ تغدو
فلما التجوا للمصطفى وتحرموا
بساحته والأمر بالناس مشتد
أتوا بشفيع لا يرد ولم يكن
بخلق سواه ذلك الهول يرتد
فأطفئت النار التي وقف الورى
حيارى لديها لم يعيدوا ولم يبدوا
পৃষ্ঠা ৬৩