وعنه أيضا إنه قال : (( من ولي من أمة محمد شيئا فلم يعدل فيها فعليه بهلة الله )) قالوا : ( وما بهلة الله ؟ ) قال : (( لعنة الله عز وجل )) .. وعن الحسن عنه عليه السلام قال : (( لا تزال يد الله تعالى على هذه الأمة وكنفه ما لم تعظم أبرارهم فجارهم ، وما لم يرفق خيارهم بشرارهم ، وما لم تمل قراؤهم إلى أمرائهم ، فإذا فعلوا ذلك رفعت عنهم البركة وسلطت عليهم الجبابرة فساموهم سوء العذاب وقذف في قلوبهم الرعب وألزق بهم الفاقة )) .
حدثنا علي عن الحسن بن واقد الحنفي قال : أظنه من أحاديث بهز بن حكيم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( إذا كانت ثمانين ومائة فقد أحلت لأمتي العزبة والعزلة والترهب رؤوس الأجبال )) ، وعنه عليه السلام إنه قال : (( الخائف يوم القيامة من خافته أمتي من غير سلطان )) ، ومن كتاب ذكر الطاعة والمعصية عن عبد الرحمن بن عبد الكفيف ( .. أتيت إلى عبد الله بن عمر وهو جالس في ظل الكعبة والناس حوله مجتمعون فسمعته يقول : قام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فخطبنا فقال : (( إنه لم يكن نبي إلا كان حقا على الله أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم ، وينذرهم ما يعلمه شرا لهم ، وأن أمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها وأن آخرها يصيبهم بلاء وأمور ينركرونها ، وتجيء الفتن يدفن بعضها بعضا ، تجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف ، فمن سره منكم أن يزحزح عن النار وأن يدخل الجنة فلتدركه موتته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه )) .
وإنما أغرقنا في النزع في هذه الأمة وتقصيناها ما قدرنا ليتفق لنا الجمع بين قوله عز وجل : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) إلى قوله : ( وأكثرهم الفاسقون ) . وبين قول النبي عليه السلام : (( ستفترق أمتي )) ... الحديث .
পৃষ্ঠা ১৬