ونستظهر بما عاينا ورأينا من بلوغ هذه الأمة طرفي الأرض شرقا ومغربا وإذ أعاذهم الله تعالى من عبادة الأوثان واتخاذ غيره ربا من غير أن تخل بشيء من طرق أهل الحق فالأصل السلامة ، ما خلا صنفين منها : المبتدع في دين الله عز وجل والمصر على معصية الله - عز وجل - المبائن لله ، فهذان لا سبيل لهما إلى الجنة ولابد من بيانهما وتحديد شأنهما على أنهما من أهل الشهادة لله - عز وجل - والإيمان به نطقا واعتقادا ، ومن أين افترقا مع سائر المؤمنين الذين أخلصوا دينهم لله ومع سائر أهل الإجرام الذين شابوا دينهم بالفجور وعقبوا التوبة والندم ، وسيأتي في موضعه التفرقة بينهما وبينهم . والله الموفق للصواب .
اعلم أن الله تعالى وعد النصر والظفر لهذه الأمة على سائر الأديان قال الله - عز وجل - : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات - إلى قوله : ( أولئك هم الفاسقون ) وقال : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) وقد فعلوا وفعل .
وقال : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) إلى قوله : ( وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها ) الآية - وفي أمثالها من القرآن ، وعد هذا الدين أن يظهره على الدين كله ولو كره المشركين ، فجاهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى أظهره الله على العرب قاطبة كما قال : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) إلى قوله : ( توابا ) .
ثم توالى أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - فارتدت العرب بعد رسول الله عليه السلام بعد دخولهم في دين الإسلام فقاتلهم أبو بكر ففتح الله له وردهم إلى الإسلام كأول مرة .
ثم ولي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فافتتح مايلي جزيرة العرب من العراق والجزيرة والشام ومصر وطرابلس وفارس وكرمان فمات - رحمه الله - .
পৃষ্ঠা ১৭