وأول ذلك : أن المسلمين اختلفوا بعد رسول الله عليه السلام فأجمعوا على أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - فخالفت الشيعة ، وكنا مع المهاجرين والأنصار وكانت مع حزب الشيطان الرجيم ، وعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في حزب أبي بكر الصديق فوقفنا في حزب الذين بعد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والمهاجرين والأنصار وأهل الشورى بعدهما ، ثم ولي عثمان بعد الإمامين فاختلف عليه أصحاب رسول الله عليه السلام ، فجل المهاجرين عليه لا له والأنصار ، إلا ما كان من زيد بن ثابت وعبد الله ابن سلام والمتوقفون عبد الله بن عمر وسعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة ، وباقي المهاجرين والأنصار عليه لا له ، والإمام عمار بن ياسر رضي الله عنه لما جعله رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) علامة للفتنة قال : (( ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، إنما عمار جلدة ما بين أنفي وعيني )) . مهما أصيب المرء هناك لم يستبق . وقوله لعمار (( إنما تقتلك الفئة الباغية )) .
وقوله عليه السلام : (( عليكم بهدي عمار وبهدي ابن أم عبد )) .
ثم أطبق الشورى والمهاجرين والأنصار على علي وكنا معهم ، فخرج عنه طلحة والزبير فمكثا الصفقة وعائشة أم المؤمنين التائبة ، فحصلنا بحمد الله مع الجمهور . ثم خالف معاوية وعمرو بن العاص بالشام ، وليس معهم من المهاجرين والأنصار مقهور ولا مذكور فحصلنا مع علي وعمار ومع المهاجرين والأنصار.
ثم أن عليا رجع على عقبيه ورضي بالحكومة التي كفر راضيها وصوب ساخطها ، فقتل الفريقين جميعا الراضي والساخط والمحق والمبطل .
পৃষ্ঠা ৪৬