قالوا في الحفظة : اثنان وأربعة وستة وثمانية وعشرة وعشرون ونيف وثلاثون ومائة وستون ، في أمثالها ، كما روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( إن المسلم عليه من الحفظة مائة وستون يدفعون عنه ما لم يقدر له )) . والحديث القائل : (( ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه )) . فهذه لا أجر ولا وزر مما لا يغني .
وكذلك قالوا في الزهراء وسهيل والمحلقين ، وأن في كل أرض كعبة وآدم إلى سبع أرضين ، وأن في كل سماء بيتا كالبيت المعمور .
وكذلك اختلافهم في أفراق هذه الأمة ، فبعضهم يعتذر بأفرق المسلمين والمشركين .
وكاختلافهم في الأمة كذلك ، حتى اعتدوا بيأجوج و مأجوج فيها .
وكذلك اختلافهم فيما يبقى من الخلق وما يفنى ، وما يعود غدا في المحشر من المكلفين وما لا يعود.
إن قال قائل ( ما دليلك على أن أمة أحمد هالكة ما خلا أهل مذهبك )
فإن قال قائل : هذه أمة أحمد ( صلى الله عليه وسلم ) قد قضيتم عليها بالهلاك والبدعة والضلال ، وحكمتم عليهم بدخول النار ، ما خلا أهل مذهبكم .
قلنا : إنما قضاه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لا نحن بقوله حين يقول : (( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهن إلى النار ماخلا واحده ناجية وكلهم يدعي تلك الواحدة )) .
فإن قال قائل : هذه أمة أحمد ( صلى الله عليه وسلم ) قد أصيبت باتباع أوائلها ، وما يدريكم لعلكم أنتم أيضا ممن أصيب باتباع أوائله ؟ ولم قضيتم أن أوائلكم على الهدى وأوائل غيركم على الردى ، وأوائلكم غير معصومين كأوائل غيركم ؟ قلنا ، وبالله التوفيق : إنا اتبعنا أوائلنا وحاسبناهم واتبعناهم تقييدا ولم نتبعهم تقليدا ، فعولت أوائلنا على الوزن بالقسطاس المستقيم والبرهان القويم وهو الكتاب والسنة ورأي المسلمين ، وذلك أنه لم تفترق فرقة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلا كان أوئلنا في أفضلها حتى انتهى الأمر إلينا .
পৃষ্ঠা ৪৫