وقد قال رسول الله عليه السلام : (( اقتدوا بالذين من بعدي )) فلم يكن من بعده إلا أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - .
ومن رأى المسلمين في الإجماع إطباق الصحابة عليه ، ورجوع المنافقين إليه وإطلاق الاسم : أنه خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وحسبه اسمه عند الله الصديق الأكبر ، وثاني اثنين إذ هما في الغار .
والدليل على ولاية عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - انبناؤها على الأصل الصحيح ، وله شركة مع أبي بكر الصديق في جميع دولته من القرآن والسنة والإجماع نسقا بنسق .
والدليل على ولاية عثمان بن عفان ظن فولايته حق لانطباق أهل الشورى عليه ، وعزله وخلعه وقتله حق لانتهاكه الحرم الأربع :-
أولاها : استعمال الخونة الفجرة على الأمانة التي عرضها الله تعالى على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها - إلى قوله - جهولا .
والثانية : ضربه الأبشار وهتكه الأستار من الصحابة الأخيار إن أمروه بالمعروف ونهوه عن المنكر كأبي ذر وابن مسعود وعمار بن ياسر وابن حنبل ( 2 ) .
والثالثة : تبذيره الأموال وإسرافه فيها ، فمنعها الأخيار وجاد بها للأشرار ، قال الله تعالى : ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) .
فحرم العطايا لأهل العطايا فجاد بها على اللعين وأبنائه الملاعين ، وأعطى ابن الطريد مروان بن الحكم خمس أفريقية : ستمائة ألف دينار ، تكاد تقوت نصف مساكين هذه الأمة .
الرابعة : حين ظهرت خيانته فاتهموه على دينهم ، فطلبوه أن ينخلع فأبى وامتنع ، فانتهكوا منه الحرم الأربع : حرمة الأمانة ، وجرمة الصحبة ، وحرمة الشهر الحرام ، وحرمة الإسلام حين انخلع من حرمة هذه الحرم ، إذ لا يعيذ الإسلام باغيا ، ولا الإمامة خائنا ، ولا الشهر الحرام فاسقا ، ولا الصحبة مرتدا (3 ) على عقبه .
পৃষ্ঠা ৩৬