وسئل عثمان البري كيف كان يصنع في الأعداد عشرة وعشرين وأربعين وبالقمر ويوم الأربعاء والشهور وصفر وربيع وجمادى الآخرة ورجب ورمضان ؟ فقال : ما لي فيه قول إلا ما قال صفوان :- ومكث - قالوا - في مجلس الحسن عشرين سنة ما تكلم ، وسبق إليه طريق المعتزلة والقدرية وهو إمامهم ، وكانت له فراسة في عمرو بن عبيد وطمع في أن لو أصابه على مذهبه أن يكفيه ويشفيه ، فاستعمل الحيلة حتى اجتمعا في محفل عظيم فيه المرجئة والسنية والمثبتة وغيرهم ، فلما اجتمعوا قالوا لهم : انزعوا لنا آية من القرآن في أول مجلسنا نتبرك بها فاستفتح قارئ وأخذ في أول سورة ( لم يكن الذين كفروا ) إلى قوله : ( البينة ، رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة ) حتى أتم ( وذلك دين القيمة ) . فوقف فيها ، واستفتح واصل الكلام وحمد الله تعالى وأثنى عليه فقال : (إن الله تعالى أنزل كتابه وبين فيه مراده فرد هذا عليه ) وأشار إلى المرجي بعد قول الله تعالى : ( وذلك دين القيمة ) فقال هذا : ( بل الدين أن تقول لا إله إلا الله ولو لم تلتبس بشيء من الأعمال الصالحات ولم تدع شيئا من الأعمال الطالحات ) . فالتفت إلى المثبتة فقال : ( وهذا الذي قال إن ليس لنا حظ في الأعمال والأفعال وأشار أن الله تعالى جبرنا إلى أفعالنا بعد ما قال الله تعالى : ( أولئك هم شر البرية ) فكانوا هم شر البرية بفعل غيرهم ، ثم قال في المؤمنين ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) إلى آخر السورة ، فأثبت هؤلاء أن ليس لهم في الأفعال شيء إنما فعل بهم ورضي عنهم بما لم يفعلوا ) وأخذ ذلك بمسامع عمرو بن عبيد وانتصب لمذهب القدرية فلم يقم له أحد فزل زلة عظيمة ، ووددت أن لو حضرها النكار أن يعرض بهم في قولهم في الرضى والسخط والولاية والعداوة والحب والبغض .
পৃষ্ঠা ২৪